جاء الفوز الكبير 3/ صفر الذي حققه فريق ايه سي ميلان الايطالي لكرة القدم مساء أمس الأول (الأربعاء) على ضيفه مانشستر يونايتد الانجليزي كدرس في فنون الكرة من بطل أوروبا 6 مرات وصاعقة هبطت على الفريق الانجليزي مثلما هطلت الأمطار بغزارة على استاد «سان سيرو» خلال المباراة لتغرق متصدر ترتيب الدوري الانجليزي الممتاز حاليا مانشستر.
هكذا على الأقل حكمت الصحف الأوروبية الصادرة صباح أمس (الخميس) على مباراة أمس الأول بعدما أغرق ميلان ضيفه مانشستر في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال ليتأهل ميلان إلى النهائي بنتيجة 5/3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، إذ سيلتقي بليفربول الانجليزي بأثينا في 23 مايو/ أيار.
وخرجت صحيفة «صن» البريطانية أمس تحت عنوان «رجال فيرجي (فيرغسون) سان زيروز» في تحوير لحروف استاد «سان سيرو» لتوضيح أن محصلة أداء الفريق الانجليزي كانت صفرا.
وذكرت الصحيفة أن «مانشستر يونايتد ذهب لمواجهة القوى العظمى على الإطلاق - فريق ايه سي ميلان الذي يقدم نوعا خاصا من كرة القدم يتقدم بفروقات عدة عن أي شيء يمكن أن يكون أي من الفرق الانجليزية الثلاثة التي بلغت الدور قبل النهائي قد وصلت إليه».
وكان هدفان في الشوط الأول للنجم البرازيلي كاكا والهولندي كلارينس سيدورف إلى جانب هدف ثالث قرب نهاية الشوط الثاني من الايطالي ألبرتو جيلاردينو قد توجوا أداء ميلان الرائع أمس الأول وخصوصا في الشوط الأول الذي لعب تحت الأمطار الغزيرة.
وكتبت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية تقول «كان الأمر قاسيا مثلما تشير النتيجة. كان هدما لحصون عملاقة» مشيرة إلى أن مانشستر يونايتد كان الثاني أمس الأول في جميع مناطق الملعب وأنه «اضطر للوقوف على قدمه الخلفية بسبب بداية ميلان التي كانت عاصفة مثل الأجواء المناخية هناك».
وأثبت كاكا بمساندة سيدورف أنه اللاعب الفذ الأول في مواجهتي الدور قبل النهائي بين ميلان ومانشستر، إذ أضاف هدفا ثالثا أمس الأول إلى الهدفين اللذين سجلهما في مرمى الفريق الانجليزي في مباراة الذهاب بملعب «أولد ترافورد».
كما أشادت صحيفة «ديلي تليجراف» بالدور البارز الذي لعبه نمر خط الوسط الايطالي جينارو غاتوسو الذي ساهم في تحويل نجم مانشستر يونايتد البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مجرد لاعب سطحي أمس الأول.
وكتبت «تليغراف» تقول: «كان أقل دهاء من الناحية التكتيكية وأقل مستوى من الناحية الفنية فخرج مانشستر يونايتد من كأس أوروبا، وأكثر ما سيصيب سير أليكس فيرغسون بالإحباط هو أن فريقه لم يصارع بقدر ميلان الليلة الماضية».
وأضافت الصحيفة «لكم افتقدوا وجود كلب حرب شرس مثل جينارو غاتوسو الذي كان ينقض في كل كرة على أقدام لاعبي مانشستر يونايتد باهظة الثمن مثل ثور حلبة المصارعة الهائج!».
وحظي ميلان بإشادة كبيرة من عدد من المحللين الأوروبيين الآخرين.
إذ كتبت صحيفة «زودويتشه تسايتونج» الألمانية تقول إن الأمطار الغزيرة كان من المفروض أن تكون فأل خير على مانشستر يونايتد، ولكن ميلان كان الفريق الأكثر تأقلما مع المطر وبفارق كبير في هذا «الطقس الانجليزي».
وكتبت الصحيفة الألمانية: «إن مانشستر يونايتد كان محركا متقدا على أرض الملعب، ولكن ميكانيكيي ومهندسي ميلان نجحوا بخبرتهم في تفكيك آلة مانشستر إلى أجزاء متفرقة». ومن بين الميكانيكيين الذين أشارت الصحيفة إليهم كان جينارو غاتوسو، بينما كان «الرائع» كاكا وسيدورف هما المهندسان الخبيران.
وألقت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الضوء على مستوى الجودة الرائع للشوط الأول من المباراة الذي ترك ميلان فيه مانشستر يتخبط.
وركزت الصحافة الايطالية بدورها على تفوق أداء ميلان وتطلعت إلى لقاء «ثأري» في النهائي مع ليفربول الانجليزي الذي تغلب على ميلان بضربات الجزاء الترجيحية، بعدما كان الفريق الانجليزي متأخرا صفر/ 3 في الشوط الأول من نهائي دوري الأبطال باسطنبول قبل عامين.
وكتبت صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» أمس تقول: «عظماء. عظماء. عظماء. ميلان العملاق. لقد كانت المباراة هي أفضل عمل قدمه (المدرب كارلو) أنشيلوتي. وفي أثينا سيتمكن ميلان الآن من مداواة جرح مفتوح».
بينما كتبت «كورييري ديللا سيرا» تقول «كانت ليلة أكثر من رائعة. والآن يحين موعد الثأر النهائي أمام ليفربول».
وفي الوقت الذي نجح فيه ميلان في بلوغ ثالث نهائي له بدوري الأبطال خلال الأعوام الخمسة الأخيرة لم يعد أمام مانشستر سوى التركيز على التغلب على منافسه المحلي تشلسي الذي خرج هو الآخر من قبل نهائي دوري الأبطال على يد ليفربول أمس الأول (الثلثاء) ساعيا لتحقيق ثنائية لقبي الدوري والكأس الانجليزيين.
وكتبت صحيفة «جارديان» البريطانية أنه «في النهاية كل ما أخذوه (مانشستر) معهم كان ذلك الشعور المروع بأنهم لم يكن يمكنهم تقديم أكثر من ذلك أمام خصمهم المتألق والشرس الذي تفوق عليهم في مستوى الأداء».
ووجد مراسل «جارديان» مثل بعض المحللين البريطانيين الآخرين بعض العزاء في هزيمة مانشستر يونايتد أمس الأول، إذ قال: «لن يكون هناك نهائي دوري أبطال بين فريقين من الدوري الانجليزي الممتاز. سترتاح شرطة أثينا لأنها لن تضطر لرؤية جماهير مانشستر يونايتد وليفربول تتنازع في شوارعهم. وفي هذا الأمر نوع آخر من الجوائز بالنسبة للآخرين».
العدد 1701 - الخميس 03 مايو 2007م الموافق 15 ربيع الثاني 1428هـ