وجدت الإدارة الأميركية فرصة نادرة في مؤتمر شرم الشيخ الذي من المفترض أن يناقش الأوضاع في العراق، لكنه سيتحول هذه المرة لمؤتمرات كثيرة في محاولة أميركية لحلحلة الكثير من المشكلات والمستنقع العراقي.
الهدف الأول من المؤتمر محاولة إقناع الدول المجاورة للعراق بتخفيف وتبريد الساحة العراقية وإيقاف العمليات التي تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال لتمهيد السبيل أمام سحب هذه القوات بعد خلق ظروف مواتية تمكن بغداد من السيطرة على مقاليد الأمور.
لكن في المقابل دول الجوار تريد من بغداد أن تنتهج سياسة متوازنة وعليها أن تعمل على إرضاء طهران والرياض وهو أمر يحتاج إلى تدخل أميركي لأن كلا من السعودية وإيران لديهما ملفات عالقة مع واشنطن تتعارض مع الملف العراقي. إيران لديها الأزمة النووية والمعتقلون الخمسة في العراق وتعتبر المؤتمر فرصة سانحة للحصول على مكاسب من واشنطن مقابل تهدئة العراق. السعودية من جهتها تريد تقوية وضع السنة في العراق كما تسعي إلى الحصول على دعم أميركي للمبادرة العربية للسلام. وسورية تعد لاعبا مزدوجا فهي من جهة لديها مصالح مع إيران وقد تضغطا سويا لحلحلة ملف لبنان ومحكمة الحريري وتحديد مستقبل حزب الله كما أنها تدعم موقف السعودية بشأن ملف السلام مع «إسرائيل». ستسعى وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس إلى عقد مؤتمرات ولقاءات ثنائية ومتعددة في إطار «شرم الشيخ العراقي» لإيجاد أرضية تدعم وضع إدارة الرئيس جورج بوش لكنها ستدوخ في مواجهة الآخرين الذين سيضغطون بدورهم لانتزاع مكاسب من الطرف الأميركي والله يكون في عونها.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1701 - الخميس 03 مايو 2007م الموافق 15 ربيع الثاني 1428هـ