وتتمتع شركات التبغ بنفوذ واسع في صفوف المؤسسات القضائية، الأمر الذي يساعدها على التهرب من الكثير من القوانين وكذلك الإجراءات القضائية التي تفرض عقوبات عليها أو تحد من انتشار مبيعاتها. ففي نهاية العام الماضي، لم تخفِ شركات التبغ الأميركية فرحتها بقرار محكمة استئناف رفض طلب الحكومة بالحصول على تعويضات قدرها 280 مليار دولار بسبب عملية غش مزعومة بشأن مخاطر التدخين.
وارتفعت جراء ذلك اسهم شركات التبغ بشدة في بورصة وول ستريت بعد صدور القرار. وشعرت هذه الشركات بالسعادة لقرار المحكمة الذي أدى إلى رفع سعر سهم رينولدز 4.5 في المئة والتريا 5.11 في المئة. وقضت محكمة الاستئناف في واشنطن برفض إدراج القضية - التي رفعتها ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون العام 1999 - بموجب القوانين الاتحادية لمكافحة الابتزاز. نترك للقارئ تصور حجم مبيعات السجائر، إذا رأينا ان العقوبة فحسب تصل إلى مليارات الدولارات. وفعلا بلغ إجمالي مبيعات الثلاث شركات التي تحتكر تقريبا الإنتاج العالمي من السجائر 88 مليار دولار. وفي منطقة دول مجلس التعاون، كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها ان مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ينفقون نحو 800 مليون دولارعلى استهلاك التبغ سنويا.
وذكرت شبكة (سي ان ان) الاخبارية نقلا عن تقرير منظمة الصحة العالمية أن نسبة استهلاك التبغ ارتفعت أيضا في بلدان الشرق الأوسط اذ تجاوزت 24 في المئة خلال الفترة من 1990 الى 1997. واشار التقرير الى ان نسبة ما تنفقه العائلات من ذوي الدخل المحدود على التبغ يتراوح ما بين 15 في المئة الى 45 في المئة وقد تصل الى 60 في المئة. وأوضح التقرير أن مصر تتصدر قائمة بلدان الإقليم الأكثر استهلاكا للتبغ وتنفق نحو 454 مليون دولار سنويا على كلف علاج الأمراض التي يسببها التبغ. وقدّرت المنظمة نسبة كلف العلاج والوقاية من أمراض التدخين في دولة مثل مصر بنحو نصف مليار دولار سنويا.
بينما المغرب تنفق على التبغ ما يفوق انفاقه على التعليم. وفي ضوء تقرير منظمة الصحة العالمية الجديد فإنه يوجد في العالم نحو 1.3 مليار مدخن يتركز 84 في المئة منهم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. يذكر ان التدخين يتسبب في وفاة خمسة ملايين شخص حول العالم سنويا كما ورد في تقرير المنظمة.
وأوضح التقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية أن نسبة استهلاك التبغ ارتفعت في بلدان الشرق الأوسط حيث تجاوزت 24 في المئة خلال الفترة من 1990 إلى 1997 وان ما تنفقه العائلات الفقيرة على التبغ يتراوح ما بين 15 في المئة إلى 45 في المئة من الدخل اليومي للأسرة وقد تصل إلى 60 في المئة.
واضاف التقرير ان هذه النسبة تكاد تكون ثابتة على رغم التحذيرات الطبية المستمرة من اضرار التدخين اذ ثبت ان التدخين يصيب الانسان بأكثر من 25 مرضا من أمراض القلب والصدر. كما ان التدخين في الفترة من العام 1950 حتى العام 2000 تسبب في مقتل 60 مليون شخص بالدول المتقدمة، أي أكثر من وفيات الحرب العالمية الثانية. وتوقع التقرير ان تقتل منتجات التبغ في ثلاثة عقود اخرى قادمة، نحو 10 ملايين شخص سنويا، ما لم يتم تغيير الاتجاه بشكل جوهري، مشيرا إلى ان الصين تحتل مركز الصدارة العالمية كأكبر دولة منتجة للتبغ بحجم يبلغ ثلث اجمالي الانتاج العالمي، وكذلك كأكبر دولة مستهلكة اذ يوجد بها نحو 350 مليون مدخن يستهلكون ترليون و16 مليار سيجارة، إذ إن هناك مليون صيني يلقون حتفهم سنويا بسبب الاصابة بأمراض لها علاقة بالتدخين مثل سرطان الرئة وشريان القلب التاجي والذبحة الصدرية. وأشار التقرير إلى أن التدخين يتسبب في وفاة 110 آلاف تركي سنويا وان الاتراك ينفقون نحو 7 مليارات و800 مليون دولار على شراء التبغ، كما ان الولايات المتحدة تعد أكبر مصدري الدخان في العالم اذ تصدر نحو 21 في المئة. وتقدّر المنظمة عدد المدخنين في أفق العام 2025 بنحو 1.7 مليار شخص عبر مختلف أنحاء العالم، مقابل 1.3 مليار الآن. كما حذّرت المنظمة من أنّ للتدخين آثارا سلبية على اقتصادات الدول النامية من حيث الخسائر البشرية التي يسببها وارتفاع كلف الرعاية الصحية وتزايد العجز التجاري باعتبار موجات الاستيراد المرتفعة للسجائر، فضلا عن انتشار القرصنة التجارية وعصابات تهريب هذه المواد.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1701 - الخميس 03 مايو 2007م الموافق 15 ربيع الثاني 1428هـ