تقرير فينوغراد بشأن الحرب الإسرائيلية على لبنان الصيف الماضي لم يكن الأول من نوعه، ففي العام 1973 أجرت الدولة اليهودية تحقيقا بشأن حرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية، وكان رئيس لجنة التحقيق آنذاك القاضي شيمون أغرانات. وعلى رغم أن التقرير لم يطالب رئيسة الوزراء في حينها غولدا مائير أو وزير الدفاع موشيه دايان بالاستقالة فإن الرأي العام أجبر مائير على تقديم استقالتها.
أما اليوم فيلقي تقرير فينوغرادا باللائمة والتقصير على رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس ورئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس. ونستنتج من التحقيق أن «إسرائيل» عسكرية بالدرجة الأولى، إذ أثناء الحرب كانت الكلمة الفصل للجنرالات الذين تغلبوا على السياسيين في توجيه العمليات. وعلى رغم أن الجيش الإسرائيلي يملك التجهيزات والخبرة فإن غطرسة حالوتس واستخفافه بصواريخ الكاتيوشا وكذلك انشغاله بأعماله الخاصة أدى إلى خسارة المعركة.
تميز علينا اليهود بأنهم يلجأون دائما إلى التحقيقات في أخطاء حروبهم مع العرب. وكذلك يضغط الرأي العام عندهم ووسائل الإعلام نحو محاسبة المقصرين.
وفي المقابل، على رغم أن العرب خرجوا منتصرين من الحرب (ممثلين في حزب الله) فإن هذا الانتصار لم يوظف سياسيا. فحكومة فؤاد السنيورة كانت مقصرة تجاه مواطنيها المتضررين ومع ذلك رفضت حتى الآن مجرد تعديل وزاري وتوسيع دائرة مشاركة المعارضة لمواجهة إفرازات وآثار الحرب.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1700 - الأربعاء 02 مايو 2007م الموافق 14 ربيع الثاني 1428هـ