قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني: «إن عودة الدولة إلى دعم عملية الإنتاج السينمائي بشكل مباشر بعد سنوات طويلة من أشكال الدعم غير المباشر تعد موقفا مهما ونقطة تحول كان لابد منها منذ زمن، ولكنها تحققت على رغم تأخرها عندما توافرت الإمكانات».
وأضاف حسني في مؤتمر صحافي عقده الأحد الماضي بمناسبة الاحتفال ببدء تصوير الفيلم السينمائي (المسافر) أن «الاتجاه إلى الإنتاج يعد مغامرة محببة ومحسوبة في الوقت نفسه»، مشيرا إلى أنه شخصيا يشعر بمدى أهمية الفيلم الذي يعتبره واحدا من أكبر عمليات إنتاج السينما المصرية، معربا عن أمله في أن يحقق النجاح المرجو منه.
وعن ملابسات الموافقة على إنتاج الفيلم، قال حسني: «إن لجنة من السينمائيين المحترفين أوصت بتبني نص الفيلم وتحويله إلى عمل سينمائي فتم رصد موازنة مناسبة له وترشيح نجوم كبار لبطولته».
وأشار إلى أن المخرج طلب أن يقوم بالبطولة النجم عمر الشريف الذي تنطبق عليه مواصفات بطل الفيلم تماما وأنه عرض عليه الدور فوافق على الفور على أن يبدأ تصوير دوره عقب انتهائه من تصوير مسلسل تلفزيوني يقوم بتصويره حاليا.
وتدور أحداث الفيلم في ثلاثة أيام مختلفة في حياة شخص واحد يقوم خلالها بالسفر بين الأزمنة والأماكن، فاليوم الأول في مدينة بورسعيد الساحلية على متن سفينة قادمة من أوروبا العام 1948 وهو تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واليوم الثاني بمدينة الإسكندرية العام 1973 وهو تاريخ تحرير سيناء واليوم الأخير بالقاهرة العام 2001 وبين الأيام الثلاثة أحداث وظروف شديدة التباين.
ويقوم ببطولة الفيلم الذي بدأ تصويره منتصف نيسان/ أبريل الجاري، إضافة إلى عمر الشريف كل من خالد النبوي وعمرو واكد وبسمة واللبنانية سيرين عبدالنور ومحمد شومان وعبدالعزيز مخيون وعلاء مرسي ومحمد شرف ويوسف داوود ويشارك فيه عدد كبير من النجوم ضيوف شرف، وقام ببناء الديكورات أنسي أبوسيف ووضع الموسيقي فتحي سلامة كما تمت الاستعانة بمدير التصوير الإيطالي ماركو أونوراتو.
وكشف وزير الثقافة المصري في المؤتمر الصحافي عن الاتفاق على الحصول على تمويل سنوي بقيمة 20 مليون جنيه مصري (نحو 3.5 ملايين دولار أميركي) من وزارة المالية لدعم السينما المصرية يتم توجيهها بالكامل إلى دعم إنتاج الأعمال الروائية والتسجيلية الطويلة والقصيرة.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بشأن الاتجاه إلى إنتاج المزيد من الأفلام السينمائية في السنوات المقبلة، قال حسني إنه لا يعتقد أن وزارة الثقافة ستنتج أكثر من فيلم في العام بشكل مباشر، «ولكنها ستساهم في إنتاج أفلام كثيرة ربما خمسة أو ستة أفلام سنويا»، مشيرا إلى أن هذه «بداية كافية للمساهمة في دعم صناعة السينما المصرية».
وفيما يتعلق بتخلي الجهات الرسمية المصرية عن الإنتاج السينمائي طيلة السنوات الماضية، قال: «إننا لم نتخلَ عن السينما على رغم أنه لا يجب على الدولة أن تتدخل، ولكن كانت للجهات الرسمية طريقة تعامل مختلفة إذ تولت تحسين أوضاع الاستوديوهات ومعامل الطبع ودور العرض وإنشاء الكثير من المهرجانات وكل هذا ساعد على النمو السينمائي بأشكال متباينة».
وأضاف حسني أن «الأعمال ذات الإنتاج الضخم تكون معدة بالأساس للعرض عالميا وليس محليا فقط وأن فكرة الإنتاج المشترك قائمة فعلا ولكنها ستواجه صعوبات مع العرب باعتبارهم ليست لديهم سينما قوية، ولكن يمكننا تقديم إنتاج مشترك مع دول أوروبا وأميركا وربما يغري هذا الفيلم بعضا من تلك الجهات بالتعاون معنا».
وقال المخرج والمؤلف أحمد ماهر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه اختار أكثر من 70 ممثلا وممثلة للمشاركة في الفيلم الذي يتم حاليا تصوير أجزاء منه ثم يتوقف شهرين ليعود إلى التصوير في شهر أغسطس/ آب المقبل، ثم يتوقف مجددا ليعود إلى تصوير مشاهد الفنان عمر الشريف في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وعن تاريخه السينمائي، أشار ماهر إلى أنه درس السينما في إيطاليا وعمل بتدريس الإخراج هناك لفترة قدم خلالها عددا من التجارب التسجيلية والروائية القصيرة بعضها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ولكنه شعر بالحنين إلى تقديم عمله الروائي الطويل الأول في مصر فقرر العودة وخصوصا بعد دعم وزارة الثقافة له.
العدد 1700 - الأربعاء 02 مايو 2007م الموافق 14 ربيع الثاني 1428هـ