لا نبالغ إن قلنا: نحن العرب «الأمة الوحيدة» في العالم التي لم تعتد سماع خبر استقالة أو إقالة أو تحقيق مع مسئول رفيع المستوى أو وزير بسبب الفساد في ربوعها.
ربما؛ لأن المسئولين لدينا معصومون، أو أن اختيارهم للأكفأ دائما، أو أن الرقابة عليهم مشددة منذ تسلمهم مسئولياتهم حتى مماتهم.
فليس ببعيد ما نسمعه عن دول غربية وشرقية يخضع مسئولون فيها من أعلى الدرجات حتى أدناها إلى كرسي التحقيق، وما يتبعه من ضجة إعلامية عادة، وإتاحة لوسائل الإعلام متابعة الحدث حتى نهايته، والسماح بالولوج في تفاصيله، من دون أن تتعثر بقانون «تحت الطلب» أو إشارة «قف». فقبل أيام قال التلفزيون الرسمي اليوناني إن «رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامانليس أقال وزير العمل بعد فضيحة تتعلق بأموال التأمينات واستخدامها في عمليات تجارية».
وفي واشنطن، قدم نائب وزير الخارجية لشئون المساعدات الخارجية الأميركية والتنمية الدولية داندال توبياس استقالته؛ بسبب علاقته بشركة لخدمات الضيافة اتهمت صاحبتها بإدارة شبكة للدعارة.
وها هو الرئيس الأميركي جورج بوش يواجه تهديدات الديمقراطيين بالقيام بإجراءات لإقالته في حال استخدامه «الفيتو» ضد قرار جدولة الانسحاب من العراق. والحديث في سرد الأمثلة يطول إذ لا يمر يوم من دون أن تطرق أسماعنا مثل هذه الأخبار، فيما نحن في بلادنا العربية نسمع «أقاويلَ» عن الفساد ولا نرى مفسدين. وإن صدقت تلك الأقاويل وتورط فيها أحدهم، خرج علينا الإعلام الرسمي بالدعوة إلى الستر والتكتم والصفح وعدم مخالفة العادات والتقاليد!
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1699 - الثلثاء 01 مايو 2007م الموافق 13 ربيع الثاني 1428هـ