لماذا تعتبر المشادة التي حصلت بين أطراف مشاركة في المؤتمر القومي العربي الذي استضافته البحرين أخيرا مهمة؟ لماذا وجب علينا أن ننقلها للرأي العام بحذافيرها؟ سؤال وجهه «أحد ما» من أعضاء اللجنة المنظمة إلى الصحافة المحلية، بكثير من الاستهزاء وكثير من الاتهام وكثير من الفوقية، لاعتبارات كثيرة، أولها الصورة التي ظهر بها هذا المؤتمر بعد هذه المشادة «الجانبية غير ذات القيمة» على حد قول هذا «الأحد».
غير أن المشادة كانت مهمة وخطيرة أيضا، ليس لما حصل فيها، ولكن لما حملته من أبعاد تعبر بإشارات مريرة واضحة عن واقع عربي علينا أن نتعايش معه، وأن لا ندفن رؤوسنا في الرمال لكي نستسلم لأحلام القومية والحلم العربي الضائع.
هناك حساسية طائفية، وهناك طائفيون عرب، وهناك تشنجات تصل إلى حد العنف، هناك مبادئ يتحدث عنها البعض ولكنها لا تتجاوز ألسنتهم، وهناك أبعاد «أخرى» لكل ما يقال... كل هذا وأكثر تقوله تلك المشادة التي حضرتها شخصيا.
لم يكن الاعتراض على أي من مشاهد الفيلم، ولكن الاعتراض جاء بناء على عباراته التي حصرت المعاناة العراقية في طائفة بعينها. لم يذكر الفيلم كما أكد منتجه بالفعل أي شيء عن الطائفة الأخرى، لكننا وفي هذا الوقت الحرج والحساس بالذات، كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من ألا نفكر فيما وراء ما قيل؟ لهذا كله وأكثر، كان خبر المشادة مهما، ومهما جدا...
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1699 - الثلثاء 01 مايو 2007م الموافق 13 ربيع الثاني 1428هـ