من سلماباد، إلى السهلة ومن السنابس إلى الديه والقائمة ستطول... الهدف هذه المرة بيوت «الفقارة»، وإذا لم يحصل اللص على مبتغاه يتوجه إلى غرف الفتيات أو ربات البيوت ويحاول أن يحصل ولو على لمسة لجسد النساء، فإذا قدر له أن يخرج خاوي اليدين فلن يخرج إلا ويترك بصمة له!
روايات اللصوص هذه الأيام تذكرنا بقصة تروى عن «حرامي» اجتمعت فيه صفة السرقة والعنجهية، فدخل منزل عجوز شمطاء وهي تشرب «القدو»، وعندما لم يجد أي شيء يصلح للسرقة هم بالخروج، ولكن صفة العنجهية أرجعته ورفس العجوز في بطنها!
قد تكون هذه نكتة نتواردها بغرض الترفيه، ولكن بعض الأشخاص أرادوا أن يطبقوها. لصوص يتسورون البيوت ويحصدون كل شيء، ولم تسلم منهم حتى السيارات و»السياكل» على الأبواب، حتى أن أحد «الحرامية» ولا نبالغ حين نقول إنه لص ناعم، لأنه فتح سيارة في الشارع وأخذ منها ستمئة فلس، ولكن صاحب السيارة يؤكد أنه وجد السيارة مرتبة ولم يترك فيها اللص الناعم حتى ذرة رمل، بل إنه عدل الوسادة! ربما هذا اللص يحمل من الذكاء ما ليس في غيره في إخفاء جريمته، ولكنه ليس بلص ذكي على الإطلاق في مسألة اختيار الهدف، لأنه اختار سيارة لا تحمل إلا ستمئة فلس فقط!
الفقير لا يدري من أين «يرقع» حياته، من الأسعار التي لا تعرف الرحمة، أم من الرواتب التي لا تكفي حتى لأول أسبوع من الشهر الطويل جدا، أم من المصارف التي تنهش فيه، تستقبله لحما وترميه عظما لا طائل من ورائه، أم من اللصوص الذين بدءوا يشنون حملة على البيوت والدكاكين وكل شيء فيه سلع؟! المشكلة الكبرى أن لصوص الموضة الجديدة لا يكتفون بسرقة السلع العينية فقط أو النقود والمجوهرات، بل هم لصوص «بايعين مخلصين» وإلا ما معنى التكشف على أعراض الناس بغير ما أنزل الله من سلطان؟!
قد نتساءل ونطيل التفكر فيما يجري، ولكن سؤالا واحدا قد يكفي بالغرض، فلماذا لا تخصص وزارة الداخلية دوريات في القرى وغيرها من المناطق بصورة مستمرة؟ وأين دور شرطة المجتمع في حفظ الأمن في القرى؟ ألسنا بحاجة إلى تفعيل هذا الدور لنجنب أنفسنا ما سيحدث مستقبلا، الذي ربما يتطور إلى مرحلة لا نتمكن فيها من السيطرة عليه؟ وكما يقال: إخماد الحريق في بدايته أسهل بكثير من إخماده بعد أن يستشري ويأكل الأخضر واليابس.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1699 - الثلثاء 01 مايو 2007م الموافق 13 ربيع الثاني 1428هـ