بينما تدق «ساعة القيامة» في طريقها إلى ساعة الصفر، فإن يوم الحساب للرئيس الأميركي جورج بوش يدنو في كل لحظة. فبعد أن واصل بوش سياسته الرافضة قطعيا للانسحاب من العراق، مخافة أن يوصم بالهزيمة، لجأ الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي إلى خيارهم الأصعب، بأن هددوا بإقالته في حال استمر في رفضه لجدولة الانسحاب من العراق.

إلى ذلك، فإن هذا الخيار الذي طرحه رئيس اللجنة الفرعية للدفاع في مجلس النواب جون مورتا يمثل طعنة في القلب، يوجهها الديمقراطيون لبوش، ولكنها مبررة نوعا ما، ذلك لأن حرب العراق بدأت في العام 2003 على أساس وجود أسلحة دمار لدى النظام البعثي البائد، فتواصل البحث عنها، من دون وجود أثر لها. لذلك فإن الحرب غير مبررة من أساسها. وهذا ما يدعم وجهت نظر الجانب الديمقراطي.

من المتوقع أن تستمر الضغوط على الرئيس الأميركي حتى إن وافق على الانسحاب من العراق، بل إن الحزب الديمقراطي سيواصل الضغوط حتى يعزل بوش ويتحول من رئيس بلد له أكبر سيطرة في العالم إلى دبلوماسي منبوذ يستجدي اللجوء السياسي في بلدان كان يصفها سابقا بـ «محور الشر».

مهما تعالى شخص ومهما تسبب وكانت له سلطت فإنها ستزول في يوم من الأيام لأنه مازال يدق على الحديد البارد مؤذيا نفسه بتلك الطرقات حتى تنكسر يده في يوم ما، وكذلك يبقى بلا نفع كما كان، ولكنه الآن يخسر كل ما كان يملك ليبقى في الحضيض.