على رغم أن مر الأمة العربية أكثر من حلوها خصوصا مع ما نعايشه من نار الفتنة والفرقة... إلا أن ماجدة الرومي، هذه الفنانة اللبنانية التي تشدو أغانيها على الدوام بالسلم والحب للبنان ولباقي دولنا العربية أطلت على مسرح كازينو لبنان أمس الأول في محاولة منها لتسخير رسالتها الفنية من أجل ردم هذه الفرقة، فهي كغيرها مازالت من شرفاء هذا الوطن العربي الكبير ممن يحلم بلبنان آمن كما هو الحال بوطن عربي آمن.

كانت تلك ماجدة الرومي،أما الفنان المصري الكبير نور الشريف فهو الآخر لديه مواقفه الداعمة، خصوصا في ظل تردي الوضع العربي إذ علق أمس الأول في برنامج « كلام نواعم» على شاشة «إم بي سي» بأن «الأمة العربية اليوم تقف على هاوية الطريق والسبب يكمن في تراكم الأوضاع من شتى الأمور، فمن بعد أن كانت الشعوب العربية محبة لبعضها بعضا تجتمع في المحن بيد واحدة مقارنة بمواقف الحكام العرب غير أن هذه العدوى انتقلت إلى شعوبها لتحل محل الحب الضغينة، وهو ما يسعى إليه الغرب الذي كان قلقا من وحدة الشعوب في مراحل سابقة».

كان هذا تعليق نور من القاهرة وتلك رسالة ماجدة من بيروت... فكيف هو الحال عندما نتحدث عما جرى من وقائع للمؤتمر القومي العربي الثامن عشر الذي عقد في المنامة بدءا من إلقاء كلمات الفتنة من بعض المشاركات التي تعاني مواقفها على الدوام من اضطراب وفاشية في الطرح وصولا إلى عرض شريط تسجيلي أدى في النهاية إلى مشادة قوية بين أطراف عراقية مشاركة في المؤتمر اتهموا مسألة عرضه بتعزيز نزعات «طائفية» الأمر الذي أدى إلى استنكار الأمين العام المغربي خالد السفياني لعرض مثل هذا الشريط على المشاركين بسبب عدم أخذ إذن من الأمانة العامة.

الملاحظ في الأمر أن حفل ماجدة ولقاء نور جاءا في الأيام نفسها التي عقد فيها هذا المؤتمر، إلا أن رسالتي ماجدة ونور كانتا أقوى من رسالة المؤتمر الذي للأسف جاءت عكس ما كنا نحلم به كشعوب من قومية وعروبية إلى آخره، فقد اختفى مثل الفقاعة وذلك في صورة بائسة تعبر عن استمرار الوهن العربي الذي تدعمه فئات الفرقة التي أصبحت تشارك اليوم في مؤتمرات «قومية» تجاهر فيها دون حياء بقدسية عناصر يفترض أنها إرهابية وتشكل خطرا على السلم الدولي.