تحية لعمال البحرين في عيدهم السنوي. وفي هذا اليوم المشهود نرى أن المطلوب من الجهات الرسمية وفي مقدمتهم وزارة العمل بذل الجهد والمثابرة في حل القضايا المستعصية التي تواجه العمال. المطلوب من الوزارة مواجهة التحديات التي تواجه العمالة الوطنية في سوق العمل في البحرين مثل الأجور المتدنية والمنافسة غير المتكافئة من قبل العمالة الأجنبية.
أجور متدنية
عمال البحرين أبطال لأنهم على استعداد للقبول بأجور متدنية نسبيا، وذلك على رغم الكلفة الباهظة للمعيشة في المملكة. المعروف أن هناك نحو 30 ألف بحريني يعملون في القطاع الخاص يحصلون على أجور تقل عن 200 دينار شهريا. فعلينا أن نتصور كيف يمكن لمواطن بحريني يكفل معيشة كريمة له ولعائلته وهو يحصل على راتب متدنٍ لهذا الحد. الملاحظ أن وزارة العمل بدأت الحديث عن تحسين أجور المواطنين في القطاع الخاص الأيام التي سبقت مناسبة الأول من مايو/ أيار ربما لذر الرماد في عيون الحركة العمالية.
بحسب دراسة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تعتبر أي أسرة بحرينية (تتكون من ستة أفراد) فقيرة إذا كان دخلها أقل من 354 دينار شهريا. يعتقد بأن نحو 16 في المئة من الأسر تعيش تحت خط الفقر.
الوظائف للأجانب
استنادا للأرقام الصادرة عن الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمنشورة في نشرة المؤشرات الاقتصادية (عدد ديسمبر/ كانون الأول 2006) والصادرة عن إدارة الاستقرار المالي في مصرف البحرين المركزي، شكل الأجانب 79 في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص في العام 2006 أي أكثر من العام 2005 عندما شكلوا 76 في المئة من المجموع. بالمقارنة شكل العمال الأجانب 68 في المئة فقط من القوى العاملة في القطاع الخاص في العام 2001. يبدوا لنا أن وزارة العمل لا تعي أو على أقل تقدير لا تهتم بهذه الحقائق.
العمالة السائبة
بالإضافة إلى ذلك تشكل ظاهرة «الفري فيزا» أو العمالة السائبة تحديا سافرا للعمالة الوطنية بل لثقافة المجتمع البحريني. تتمثل الظاهرة الأولى بقيام بعض المواطنين باستخدام نفوذهم لاستصدار تصاريح عمل للأجانب ومن ثم جلبهم إلى البحرين للعمل في وظائف غير محددة. وتعني كلمة «الفري فيزا» أن الأجنبي الذي حضر للبحرين يمتلك تأشيرة تأهله للقيام بأي وظيفة يحصل عليها فهو حر وطليق وغير ملزم بعقد مع أي جهة.
بمقدور المواطن أن يتعرف على الأجانب المصنفين ضمن خانة «الفري فيزا» بالذهاب على سبيل المثال وليس الحصر إلى منطقة الخدمات بالنعيم في المنامة ليرى بأم عينيه وعلى الطبيعة تهافت هؤلاء عليه واستعداهم للقيام بأي عمل. لكن بشروط مسبقة فيما يخص الأجر في اليوم الواحد (يتراوح السعر ما بين 7 إلى 10 دنانير يوميا). كما يمكن مشاهدة «الفري فيزا» في شارع المعارض في ساعات المساء وهم يعملون على بيع ما لديهم من سلع (خصوصا الساعات) على الزوار والمواطنين على حد سواء من دون خوف أو تردد.
لكن على رغم كل ذلك يصر العامل البحريني العمل بجد ومثابرة حتى يحصل على لقمة العيش من كسب حلال. فهنيئا للشعب البحريني أن توجد بين صفوفه عمالة وطنية مخلصة تصارع ظروف العمل الصعبة وخصوصا الرواتب المتدنية فضلا عن المنافسة غير المتكافئة من قبل العمالة الوافدة.
ختاما نرغب في تجديد دعمنا للحركة العمالية بقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في حصول العمال أينما كانوا حرية تشكيل النقابات لأن في ذلك ضمان بوجود مجموعة تدافع عن حقوق العمال. كل عام وعمال البحرين بألف خير وعافية، وعاشت كل يد تعمل من أجل البحرين.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ