العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ

«القومي» بين الإقصاء وحب الزعامات!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

بما يجمع الشعوب العربية من خصائص وسمات مشتركة تمهد للوحدة العربية. وليست دعوة للعصبية أن تتداعى الأمة العربية إلى الاتحاد فيما بينها من مشتركات. فاللغة واحدة، والعادات والتقاليد الاجتماعية متقاربة، والتاريخ المشترك، بل وحتى الدم وقرابة النسب! وقد تتبعت نسب إحدى القبائل المعروفة في البحرين، فوجدت أفخاذها تعيش في ست دول عربية (الكويت، البحرين، قطر، السعودية، مصر، السودان)، ومع ذلك يحال بينهم بحدود رسمها الاستعمار في القرن الماضي.

سايكس - بيكو أعادت رسم خريطة الدول العربية بما يتوافق مع مصالح الدول الاستعمارية، وذلك الاتفاق جاء إثر احتضار دولة الخلافة العثمانية، والأخيرة تم قضم أجزاء كبيرة منها وضمها تحت وصايا الانتداب والاستعمار العالمي للعالم والسيطرة على الممرات الدولية ونهب خيرات الشعوب العربية.

العودة إلى الروح العربية ليست من أجل إقصاء الآخر، بل هي من أجل أن تكون لنا - كعرب - ذات الشوكة. تلك الشوكة التي أودعها الله في هذه الأمة مذ قديم الزمان.

أينما يممت وجهك شطر أي قطر عربي ستجد الحفاوة والترحاب من الإخوة العرب، فيما لن تجد - كعربي- معشار حفاوة أو ترحيب إذا ما يممت وجهك شطر أي قطر أجنبي. وكل الأمم تفخر بتراثها، وتتغنى بأمجاد حضارتها، حتى أميركا التي لم تتعدى حضارتها الثلاثمئة سنة! فلماذا يُحرم العرب من هذا الفخر والتغني بالعروبة؟!

الآن استحضر الوجوه التي التقيتها في أقطار عربية مختلفة (في مصر، اليمن، السعودية، الكويت، قطر، لبنان...إلخ) أرى تلك الوجوه وهي هاشة باشة بالعرب، بجميع العرب، بلا ألقاب تسبق عروبتها، ولا مسميات تجزيئية نسبة للأقطار، أو الطوائف أو المذاهب التي ننتمي إليها. هكذا هو الجمهور العربي من أقصاها إلى أدناه، فلماذا لا يكون القادة في مستوى تطلعات شعوبهم؟!

لماذا تعجز القمم العربية عن الولوج إلى عصر الحريات والديمقراطية؟ وهل الديمقراطية وحقوق الإنسان حصرا على أميركا والعالم الغربي وحده؟!

قد يصح القول في المشهد الحاضر، مشهد المؤتمر القومي، الذي يغيب عنه أعز الرجال الأستاذ عبدالرحمن النعيمي - شافاه الله- الرجل المؤمن بمبادئه الصادق في دعوته المفادي بنفسه في سبيل وطنه وأمته، وهو صاحب أول دعوة ومبادرة لانعقاد المؤتمر القومي على أرض البحرين، وتلك المبادرة والدعوة محفورة في الأذهان. وأما البقية فإنهم يأتون من بعده. هذا المؤتمر القومي كان ينبغي ألا يقتصر على أبناء طيف سياسي واحد، بل إن المؤتمر هو لكل من يمت ويؤمن بالفكرة القومية ووحدة المصير بين العرب. الآن وقد جرت المقادير والترتيبات على الإقصاء فإن نتائجه حتما ستكون إقصائية.

مصيبتنا في حب الزعامات، فمسألة الفكرة القومية والوحدة العربية اعتقد إنها مسألة كيان ووجود لهذه الأمة، وليست مباهاة ومفاخرة وتبادل الأنخاب في صحة الروح العربية التي هزمتها دكتاتورية الأحزاب العربية والزعامات قبل أن تغتالها يد السلطات الرسمية! وللكلام بقية.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً