تحية بحرينية مضيافة ومعطرة بالياسمين و»الفوطن» و»المشموم» أهديها لكل الضيوف والزوار المشاركين بأعمال الدورة الــ 18 للمؤتمر القومي العربي، ومنهم الرفاق والفرقاء والزميلات والزملاء، وعلى رأسهم رموز وطنية شامخة وعالية لا ينل من سموها وشهقتها الفكرية العالية أن توضع في مثل هذا الإطار الرعائي والصحافي «القومي» المليء بالازدواجيات والتناقضات بين القول والفعل، والتمازجات بين المشروعات القومية النهضوية والمشروعات الشخصية النهضوية.
مرحبا بالرمز الوطني اللبناني سليم الحص، ومرحبا بالمفكر العربي الحر عزمي بشارة، ومرحبا بالشيخ ونسل الأبطال والشرفاء في العراق حارث الضاري، ومرحبا بخير الدين حسيب، وبكبار ضيوف البحرين الذي أتوا للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر، لتفحص حال الأمة، وطرح الخيارات النهضوية والمشروعات البديلة.
وتهنئة قلبية ممزوجة بطعم العتاب أوجهها لراعي هذا المؤتمر المتباهي بتنظيمه والإشراف عليه، أي زميلتنا الواجهة الصحافية «القومية» الرسمية الأولى في البحرين، ومعها جمعيات وتجمعات وشخصيات من «المجتمع المدني» التي للأسف سكتت دهرا، وكأنما لسان حالها «ولا يهمني»، عن دعاوى وبشائر التطبيع مع الكيان الصهيوني، والترحيب بعودة الصهاينة المرتقبة إلى البحرين، وتمني فتح الحدود والأبواب والنوافذ مع الكيان الصهيوني الغاصب، وغيرها من تصريحات ودعاوى سبق وأن نسبت في الإعلام الأميركي إلى سفير مملكة البحرين في الولايات المتحدة الأميركية في أماسِ عدة.
وأوجهها لزميلتنا واجهة الصحافة «القومية» العروبية الإسلاموية الليبرالية التي تهاب المتشددين حاليا بعدما طافت بهم سبع مرات عن القبلة والمحجة الانتخابية مع انتفاء المجانية!
ولزميلتنا الواجهة الصحافية «القومية» في البلاد، التي لم تدخر جهدا في التصدي عبثا لأنوار فخر البحرين والبحرينيين، ووسام العرب وتاج العروبيين الرمز الوطني والمناضل القومي عبدالرحمن النعيمي (بوأمل) أحد كبار المشاركين والحاضرين تاريخيا والقياديين المنظمين في المؤتمر القومي العربي، وذلك عبر استضافتها وتوظيفها لبيانات اصطناعية موجهة ضده خلال الربيع الانتخابي الوطني، وهو البدر المنير «شفاه الله وحفظه ورعاه»، والذي غاب عنا مؤقتا بإذن الله تعالى بسبب المرض، وذلك لصالح أصولية وصولية وتحالفات رسمت في ليلة ليلاء مع حزب «الدلة» و»الفنجان»، وأول ما أنجزته هو محاكمة الثقافة والإبداع وقمع الحريات واستهداف التقدمية التي تتقلدها زميلتنا!
زميلتنا القومية التي لا يمر يوم تستقر فيه عن مناقضة نفسها ودربها الذي تارة ما يكون قوميا، وتارة أخرى سلطويا نفعيا، وتارات أخرى متلبرلا باسم عناقيد الحرية المقطوفة والمرمية في صحون المزاج الفردي والسلطوي!
وإلى زميلتنا القومية/ الإسلامية/ التقدمية التي اعتبرت المعارك البطولية التي خاضتها المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله ضد الكيان الصهيوني، التي تكبد فيها العتاد الصهيوني أكبر الخسائر كما لم يتكبده من قبل في حروبه مع الجيوش العربية، بأنها مكائد وألاعيب الذراع العسكري «الصفوي» في المنطقة العربية الطاهرة المطهرة من أية تدخلات وانحيازات أجنبية، والمحكومة بأنظمة سياسوية أطهر وأنصع بياضا من الثوب بعد غسيله بتراب أرضية «سوق المنامة» القديم /الجديد!
ونحو زميلتنا التي احتكرت الترويج لحفل الإعلان عن «التيار القومي والإسلامي» الذي كانت لنا فيه مشاركة بدعوة، وهو ذاته الحفل الذي عقد للأسف في يوم لم نرَ له من غدِ، فحسبناه بعدها بروفة تجسيدية للوحة العشاء الأخير للمسيح، وقد غاب عنه رجالات ورموز كان لهم إسهامهم القومي والإسلامي والوطني البارز، ولم ندرِ حينها بأن مسيح القومية والعروبية والإسلاموية الأوحد هو «صدام حسين»، وليسوا هم صفوة ونخبة مثقفي مفكري التيار القومي والعروبي والإسلامي الذين أزهقت أرواحهم المشعة بالتجدد والتضحية والإخلاص، فهو الذي برحيله تنطلق مواكب «لا قومية بعد هذا اليوم»، فلا إدانات هنا تذكر لدعاوى ووقاحات تطبيعية ترفع أمام الشعب البحريني الراسخ بأصالة في تربته القومية والإسلامية، وإن كان بينه من رضع السياسة أمس أو أول أمس!
وزميلتنا أم الصحافة القومية وعنوان مزايداتها، وشمعدان إلهامها الأكبر منذ ما يزيد عن نصف قرن ربما تدرك بأن كل «المرجلة» و»المراجل» القومية والإسلامية تستلزم إما القتال أو الاعتصام أو الاعتكاف والزهد والبغض قلبيا لكل الرياح التطبيعية والغزوات الامبريالية المتأتية من كل الجهات والجبهات، بما فيها الجهة والجبهة المحلية، فالتطبيع مع الكيان الصهيوني ليس حراما في مصر والأردن وغيرهما، وحلالا مباحا مسكوتا عنه في البحرين «لا قدر الله» حتى لا ننل زعل الأسياد منا!
وأخيرا زميلتنا الواجهة الصحافية وأم القومية والإسلامية والليبرالية التقدمية التي تناقض نفسها كل مرة، التي تتوزع أشلاء وجزرا بين انتماءاتها ومنابعها في كل موسم أو كل شهر قد نالت زميلتنا شرف لو تعلمون عظيم، هو شرف رعاية أعمال الدورة الـ 18 للمؤتمر القومي العربي الذي سيعقد في البحرين، ليكون صورة قومية خلابة قد وضعت في إطار بحريني غير سوي ومتناقض بأبعاده ومقاساته وألوانه وزخارفه!
وعذرا يا زميلة فقد اختلطت علينا أوقات العمل الوظيفية، وأوقات مشروعات «البزنس إز بزنس»، وأوقات «المشروع القومي» النهضوي الخلاصي، فأغيثينا وعلمينا بطبائع الهوس الفرق بين هذا وهذا وذاك!
إقرأ أيضا لـ "خالد المطوع"العدد 1697 - الأحد 29 أبريل 2007م الموافق 11 ربيع الثاني 1428هـ