فتح المزاد على المواطنين بخمسمئة دينار... بيعوا كما بيع الرقيق في زمن ظننا أنه ولى وفات، اشترت «مواطنتهم» والأدهى «عقولهم» بثمن بخس، ولاشك أن الكثيرين منهم سيقبلون البيعة، خمسمئة دينار في الغربة ولا غربة الوطن بـ «ولا دينار»!
هذا ما يذهب إليه الفكر حينما يقرأ في الصحف المحلية وعلى صفحاتها الأولى تحديدا، وفوق ذلك على لسان وزارة العمل أن «الإمارات مستعدة لتوظيف البحرينيين بما لا يقل عن خمسمئة دينار»! ماذا ترمي الوزارة من ذلك؟ هل عجزت عن إيجاد الحلول لطوابير العاطلين، في الوقت الذي مافتئت فيه تمني نفوسنا بحلم «القضاء على البطالة» في تصريحاتها المتكررة في الصحف، وعبر «مشروعها الوطني»؟، فأوجدت الحل (إن لم تسبقها شفقة من قلب الإمارات الشقيقة) قبل كشف المستور بدعوة العاطلين إلى الرحيل عن أرض الوطن، بإغرائهم براتب ما كانوا ليصلوا إليه إلا بعد أن يبلغ الشيب مبلغه، هذا إذا وصلوا إليه أصلا؟! أم أنها تحاول من ذلك الحد من أعباء «التأمين ضد التعطل»؟! نعم، خمسمئة دينار قد تصنفني في البحرين من «الميسورين»، ولكن في غيرها من دول الخليج فلعمري أن ذلك لا يتعدى راتب «فراش» في مدارسها، فكيف سيعيش المواطن هناك وكيف سيؤمن الحياة له ولمن هم في ذمته؟ والأهم من ذلك، ما الغرض من تهجير العقول المواطنة إلى دول الجوار في الوقت التي تستبدل بعقول مستوردة تتسلم أضعاف رواتب المواطنين؟! احذروا ذلك «الفخ» وارفضوا «الدعوة».
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1696 - السبت 28 أبريل 2007م الموافق 10 ربيع الثاني 1428هـ