مع الطاقتين البشرية والتكنولوجية الضخمة اللتين تتمتع بهما وزارة الإعلام والمتمثلتين في طاقميها الفني والتقني، والأهم منهما البشري المتمثل في طاقاته الفنية المبدعة جدا، إلا أنه مازال يحبو حبوا مُحرجا في حرفية تعاطيه مع قضايا الساحة المُلحة والمفصلية المحلية خصوصا، فهو دائما ينسى أو يتناسى - لا أعلم - أن يكون حياديا على الأقل في تعاطيه مع الموضوع وينسى أو يقلب صفحة الماضي القديمة والتقليدية التي تعوّد عليها في أن تكون «الوزارة» علاقات عامة للحكومة!

فحتى تعاطيه مع ملفات البحرين الساخنة والمعروفة للقاصي والداني واستضافته الأضداد في الأفكار ووجهات النظر دائما ما يكون بشكل ميّال إلى الكفة الرسمية ولا يستطيع أن يكون مجرد حلقة وصل عليها أن تطرح القضية أو المشكلة وكفى، وليكن دور الخطوة الثانية هو أصحاب الإدارات والوزارات المعنية بالقيام بها، بل إنه لا يستطيع أن يترك عنه مهنة التسويق لوجهة النظر الرسمية والتلميع لها بكل ما أُوتي من قوة!

تجارب كثيرة هي التي لاحظتها في الفترة الأخيرة سواءٌ على مستوى الإذاعة أو آخرها في التلفزيون وبرنامج «هذا المساء» وهو مثال أخير.

فنحن نريد إعلام يهز الأرض، له صولاته وجولاته في الساحة، نريد إعلاما إذا ما صار حدث تراه أول الواصلين إلى قلب الحدث لا ينتظر إيعاز مدير ولا ينتظر تعليمات من هنا أو هناك، نريد إعلاما يخلع عنه الصفة الرسمية جدا جدا ويدخل في عباءة الحيادية في الطرح والتحليل، نريد أن نرى وجوه الأضداد في البحرين والذين عادة ما نراهم ينتدون في المحطات الفضائية الخارجية، نريد أن نرى إعلاما يشرّف سنين عمره التي قضاها ويستفيد من خبرته السابقة على رغم تخلّف بعضها ليسابق صغريات المحطات والإذاعات التي قطعت عن إعلامنا أميالا وأميالا، والأهم من هذا كله نريد إعلاما يحوز احترام البحرينيين ويثقون به وإذا ما صار شيء قالوا: «شفناه في تلفزيون البحرين... وإحنه نثق بهذا الجهاز» .