بينما يجتمع ضيوف البحرين لحضور المؤتمر القومي العربي، يغيب عنهم هذا العام رمزنا الوطني عبدالرحمن النعيمي الذي يعاني من مرضه وهو يتلقى حاليا العلاج في أحدث المستشفيات في السعودية... ولكن هذا الرمز لا يمكن للمرض أن يوقف تأثيره على الساحة.
قبل عامين كان أحد الصحافيين الغربيين يسألني عن أهم الشخصيات السياسية المؤثرة في صوغ أجندة المعارضة المطروحة حينها على الساحة... لم أتردد في الجواب وقلت «من دون شك إنه عبدالرحمن النعيمي».
ربما سمع مني آخرون أنني ذكرت قبلُ هذا الأمر أمامهم، لأنني فعلا أعتقد أن أهم شخص أثر في صوغ خطاب المعارضة خلال السنوات الخمس الماضية كان عبدالرحمن النعيمي، فقد كانت كتاباته وتعليقاته ومداخلاته في أوساط التحالف الرباعي هي المحرك الأساسي للبيانات التي كانت تصدر تباعا عن كل جمعية.
يحسب للنعيمي أنه تخلى عن قيادة الجمعية السياسية (وعد) وأفسح المجال لإبراهيم شريف وغيره من القيادات إلى الظهور، ذلك لأننا تعودنا من الأحزاب العربية أن تكون حريصة على احتلال أحد الأشخاص الموقع الأول دائما وأبدا على رغم أن هذه الأحزاب ذاتها هي التي تنتقد السلطات التي تمنع ظهور قيادات جديدة.
النعيمي يقول في إحدى كتاباته «إننا لانزال نحمل في طياتنا بذورا استبدادية، دكتاتورية، قمعية، ورثناها من التربية الحزبية السابقة، ومن التربية المنزلية، وفي هذا التراث التاريخي الطويل الذي لم يكن في غالبيته إلا استبداديا»... ويواصل في مقطع آخر ليقول «يجب الاعتراف بأن غالبية القوى السياسية في البحرين وفي المنطقة العربية قد ورثت الأنموذج اللينيني - الستاليني في العمل الحزبي، وقد يكون هذا الأنموذج أخف بكثير من الأنموذج العربي الإسلامي الذي عرفناه في الكثير من الفرق الإسلامية السياسية حيث طاعة رئيس الحزب أو الإمام واجبة».
النعيمي كان صريحا في طرحه وقد مارس نقدا ذاتيا أدى به إلى أن يطور من ديناميكية التيار الذي يقوده، وأدى إلى إفساح المجال إلى آخرين لحمل الراية معه، وهو سيبقى مشعلا مؤثرا في حياتنا السياسية، لأنه «أبوأمل» الذي حمل لواء الأمل دائما.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1695 - الجمعة 27 أبريل 2007م الموافق 09 ربيع الثاني 1428هـ