وأخيرا وبعد طول انتظار اعتدل الجو قليلا ليعطينا فرصة لنتنفس فيه الصعداء، اعتدل الجو والى هذا الحد والحمد لله، فنحن البحرينيين لا نستطيع أن نتحمل جوّا أكثر من هذا ناهيك عن موسم الأمطار القادم وبيوتنا أقصد فللنا (بحسب ما هو مكتوب في بطاقاتنا السكانية) غير مُهيأة ألبتة لموسم رطوبة ناهيك عن موسم أمطار نراه عبارة عن أعاصير وعواصف أمطار، بلد به نسبة كبيرة من بيوت آيلة للسقوط، بيوت هي عبارة عن قبور وأخرى يمكن تحويلها إلى متاحف أو اعتبارها مباني تراثية بلا شك لا تستطيع أن تستحمل الأمطار حتى الخفيفة منها، ولا ننسى طبعا شوارعنا وحتى الجديدة منها أخالها مصممة لتجمع مياه الأمطار لا أن تتخلص منها لأسرار لا يعلمها إلا من صمم ونفذ شوارعنا! ناهيك عن سياراتنا وإللي ما ان تزخ زخات زخات وإلا الحوادث بدأ مؤشرها بالازدياد.

وأخيرا اعتدل الجو على أمل ان تعتدل نفسيات (بعض) الناس ويظلون يتعاملون معنا بنفسية مختلفة غير تلك الخايسة، هذا الجو يجعل النفسيات طيبة ورومانسية بشكل عام وعندها فسحة للأمل، فترى الناس متخرعين كلهم طالعين في الشوارع، ناس تتمشى وناس حاملة عشاها واعيالها ووتعشى في الحدائق، غيرهم مساكين يفرشون سجادتهم في الحوش ويقعدون يشوون ما لذ وطاب من الأكل تحت شعار «صنع إيديّا وحياة عينيّا».

هذا الجو بل هذا الموسم يذكرنا بكم الموضوعات التي كتبناها وطرحناها عن السياحة الداخلية، يذكرنا بمأساتنا عندما نفكر وأولادنا بالخروج بهم ليشموا هُمْ هواء أيضا، وليتم طرح الاقتراحات وترسو في النهاية على التوجه حالا إلى أقرب مطعم فاست فوود مع كورنر ألعاب وكفى الله المؤمنين شر الازدحامات وحسرة الأماكن.

المخطوبين أيضا نشفق على حالهم، ففي ظرف أسبوع واحد تراهم قد ختموا كل شوارع وحدائق ومتنزهات البلد! ولتراهم يقضون أوقاتهم الباقية إما في بيت أبوها أو في بيت أبوه.

هو موسم نراه في كل عام تقل أيامه علينا ويتأخر، فبعد ما كان تبدأ علينا نفحاته في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، نراه هذا العام متأخرا وقد وصل الى ديسمبر/ كانون الأول، الله يعودكم عليه وما يقطع العادة.