العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ

خوفا على الأمير هاري...!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في تعليقها على ما يجري في العراق، كتبت بولي توينبي في الـ «غارديان» أن الأسبوع الأخير كان جيّدا فيما يتعلق بعدد القتلى العراقيين! فقد تناثرت أشلاء 200 شخص في تفجيرٍ انتحاريٍّ بشع، حوّل المكان إلى «بركة دماء مليئة بقطع اللحم البشري».

وذكّرت أن على المرء أن يضيف إلى أعداد القتلى، أعدادا أخرى ممن شوّهتهم الحروق أو سبّبت لهم إعاقات دائمة... «فلا نكاد نعثر على أسرة عراقية لم تتضرر من هذه المذبحة الهائلة». وتساءلت: «ماذا فعلنا في العراق؟ كيف أوصلنا الوضع إلى هذا الحد من الدمار؟».

واعترفت توينبي بمسئولية بلادها، قائلة: «هذه هي حربنا، وهذا خطؤنا وحمّام الدم الذي تسببنا فيه، لأننا شاركنا في الغزو الأميركي الطائش والمتهور والأخرق للعراق». والنتيجة على كل حالٍ، سفك مزيد من الدم العراقي الذي أصبح برخص التراب.

الإحصاءات الرسمية العراقية قدّرت عدد الضحايا العراقيين بـ 150 ألفا، منذ بداية الغزو البربري الأميركي للعراق حتى نهاية العام 2006. في مقابل هذا الرقم الضخم، لم يتكبّد المحتل الأميركي إلاّ 3300 قتيل، و145 قتيلا بريطانيا فقط بحسب آخر إحصاء أوردته وكالة فرانس برس الثلثاء الماضي. وربما لأن هذا العدد مازال صغيرا، فإن بريطانيا ليست مشغولة كما يبدو بهذا الموضوع، وإنما أصبحت مشغولة بمناقشةٍ أخرى أشد وطيسا، تتعلّق بسمو الأمير هاري (رضي الله عنه): هل نرسله لأداء الخدمة في العراق أم لا؟ فهو قد يُستهدف شخصيا كونه ثالث شخص في ترتيب الأسرة المالكة، بعد أبيه ولي العهد الأمير تشارلز وأخيه ويليام!

ضباط الجيش البريطاني الكبار يعكفون حاليا على مراجعة الخطط الخاصة بإلحاق الأمير بالقوات البريطانية بالعراق. وقد أكّدت وزارة الدفاع أنها تراجع الخطط، ولكن النية لاتزال قائمة لإرسال الأمير الشاب برفقة فوجٍ من فرسان الحرس الملكي إلى العراق الشهر المقبل في مهمةٍ تستمر ستة أشهر.

ما يشغل بال قائد الجيش السير ريتشارد دانات اليوم هو: هل سيبقى على الخطة الأصلية لإرسال الأمير إلى العراق أو يغيّرها، فهاري ليس شخصا عاديا، فهو أميرٌ ابن أمير، فضلا عن كونه قائد مجموعةٍ من أحد عشر جنديا، وليس جنديا أو اثنين فقط، سيكون لهم إسهامٌ عظيمٌ في تعزيز المجهود الحربي البريطاني هناك! وهو ما أشار إليه مقر ولي العهد في فبراير/شباط الماضي، بإعلانه توجّه ابنه إلى العراق، ليقوم بدور عادي في قيادة القوات وليس للقيام بعمل مكتبي مثل الآنسات الرقيقات!

صحيفة «الأوبزيرفر» ذكرت أن الجماعات المسلحة العراقية وضعت خططا مفصلة لاحتجاز هاري كرهينة، وزيادة في الترهيب أشاعت بعض الفصائل أن لديها «قراريص» و «سي آي دِيّه» في معسكرات الانجليز، سيقومون بمراقبة تحركاته أولا بأول، لأنه صيدٌ ثمين. وأعلن بعض زعماء الميليشيات أنهم نقلوا صور الأمير المدلّل من شبكة الإنترنت ووزّعوها على أنصارهم الذين لم يسمعوا باسمه أو يروا وجهه من قبل!

الناطق باسم الوزارة قال: «إننا لم نخفِ حقيقة توجّهه للعراق، والأشرار يعرفون أنه سيأتي ونتوقع منهم أن يعتبروه هدفا ثمينا». أما هاري البطل الضرغام فهو يتلقى الآن تدريبات استعدادا للذهاب في مهمته الجهادية المقدسة، ويقال إنه هدّد بمغادرة الجيش إذا لم يسمح له بالخدمة في العراق، فـ (الرجّال زعلان حدّه)، وهو زعلٌ لا تتحمّله أعصاب بريطانيا العظمى!

فارس الفرسان الذي سيرسلونه للعراق، اشتهر بأنه الطفل الجامح في العائلة، اصطادته الصحف يزور ملهى ليليا للرقص الفاضح قبل عام، ويتجرّع الجعة مع أصدقائه احتفالا بالتخرج من الكلية العسكرية... وانتهى به المطاف مجاهدا في العراق!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً