وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بدلا من أن يكرس وقته في التخطيط إلى إنقاذ خطة أمن بغداد من الفشل حيث أثبتت الحوادث على الأرض فشلها أخذ يبحث عن نجاح آخر من خلال إثارة قضية ما يسمى بنشر درع مضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية ليواجه صدمة من العيار الثقيل تمثلت في الرفض الروسي القاطع للفكرة. فأحفاد لينين ليسوا بهذا الغباء لكي يبصموا على نظام الهدف الخفي منه ضد بلادهم ونص اتفاق بين موسكو وواشنطن بحظره منذ العام 1972. فالغرض الظاهري لنشر الدرع الصاروخي هو التصدي إلى أي تهديد محتمل مزعوم من قبل إيران وكوريا الشمالية ولكن باطنه تحييد أو تقويض القوة الروسية.
لم تقدم واشنطن أي تحليل مشترك للتهديد بالنسبة لروسيا فأي تعاون في هذا النظام ينبغي أن يلحظ تساويا في الحقوق. بيد أن كل ما ذهبت إليه الولايات المتحدة من أن قرار نشر الدرع اتخذ بعد مشاورات مع موسكو وحلفاء أميركا غير صحيح، انه قرار أحادي الجانب أعدته أميركا بالضغط على الحكومتين التشيكية والبولندية.
إذا زيارة غيتس إلى موسكو كانت فاشلة بكل المقاييس وصاحبها في الوقت نفسه إخفاق داخلي سببه تمويل الحرب العراقية الأمر الذي سبب صداعا دائما للرئيس بوش هذه الأيام. فإصرار مجلسي النواب والشيوخ على ربط تمويل الحرب بالانسحاب من العراق في موعد أقصاه ابريل/ نيسان 2008 يمثل ضربة للوحدة الوطنية خصوصا إذا تشبث بوش بالفيتو تجاه مشروع القانون الذي أعده الديمقراطيون في هذا الشأن.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ