من الأمور الثابتة والمعتادة في المسابقات الرياضية والثقافية ومناحي الحياة العامة أن يكون التنافس دائما على المركز الأول، لكن في السياسة العربية تنقلب المعايير وتختلف المفاهيم فيصبح التنافس على المركز الأخير لا على المركز الأول.
ربما يستغرب القارئ هذا القول وهذه النتيجة، ويعتبره تجنيا وتطاولا على دولنا العربية، التي طالما أكدت أنها تسابق الآخرين للوصول لمصاف الدول الكبرى في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، لكن ما سمعناه من تصريحات لكثير من مسئولين عرب في الآونة الأخيرة بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتأكيد كل واحد منهم على حدا بأن بلاده ستكون آخر من سيقيم علاقات مع «إسرائيل»، يؤكد المقولة السابقة.
هذا القول بالنسبة للظاهر للعيان الذي يحاول إبعاد أية شبهة بشأن التطبيع مع «إسرائيل» بالنسبة للدول المتنافسة على «المركز الأخير» في الوقت الحالي.
فيما تعترف بعض العواصم العربية وبشكل علني بإقامة علاقات مع الإسرائيليين، بل لا تتورع أن تتباهى بأنها أفضل من الدول التي تقيم علاقات تحت «الطاولات» ومن «خلف الكواليس».
فأصحاب زمام الأمور في أغلب دولنا العربية ينتظرون «الفرج» ويترقبون بشوق إلى ذلك اليوم الذي يحتضنون فيه «ابن أميركا» المدلل من دون أن يعتريهم الحياء أو الخجل من شعوبهم. ويتمنون أن تفلح «مبادرة السلام» في فتح بصيص أمل في ذلك، ضاربين عرض الجدار كل التجارب - التي تجاوزت نصف قرن - القائلة إن «إسرائيل» لا تعترف بـ «سلام» إلا ما يضمن أمنها ويشبع طمعها الذي لا ينتهي.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ