من الضروري مراجعة أوراق الهوية والتاريخ في وطننا الغالي البحرين الذي لم يعرف منذ استقلاله وحتى اليوم سوى لون وثقافة ولهجة وتراث واحد يروج له على الدوام متجاهلة عن قصد (ربما) باقي الثقافات والأعراق المختلفة التي تشكل نسيج المجتمع البحريني.
فلا نجد أزياءهم ولا تراثهم ولا حتى لهجاتهم معروفة أمام الزائر أو المقيم الذي يريد أن يعرف شيئا عن هويتنا البحرينية سواء في العروض المتحفية أو حتى في الأعمال الدرامية المحلية الانتاج.
ليس عيبا أن نظهر باقي الثقافات التي تشكل نسيج المجتمع البحريني بمدنه وقراه المختلفة، لكن العيب أن يبقى الحال كما هو، وخصوصا أن ملامح الهوية البحرينية قد تتغير مستقبلا بسبب التجنيس السياسي، والمحافظة على جذور الهوية مهم لأنه هو ما يشكل الثقافة البحرينية على حقيقتها من دون روتوش.
في سلطنة عمان تسنى لي زيارة متحف «بيت الزبير» الذي بناه الشيخ الزبير بن علي في العام 1914 وافتتحه ابنه محمد بن الزبير في العام 1998 وهو يتوسط مسقط القديمة.
الجميل في هذا المتحف هو احتضانه لعرض متحفي يضم أزياء جميع ثقافات العمانيين بمناطقهم المختلفة التي تشكل النسيج العماني من دون استثناءات وهو أمر لا نجده في البحرين كمبادرة من قبل الدولة أو الجهات المعنية على رغم أن الثقافة البحرينية غنية بعادات وتقاليد كثيرة بدءا من وصفات الطعام وصولا الى مراسم الزواج والأزياء.
نحن نأمل لو تتم إعادة النظر في ذلك مستقبلا سواء في العروض المتحفية المتعلقة بقاعة العادات والتقاليد في متحف البحرين الوطني، وربما تطرح كفكرة في مهرجان التراث في العام المقبل بحيث تكون انطلاقة جادة لثقافة أهل البحرين التعددية على غرار ما نجده في سنغافورة.
لن يقتصر هذا الأمر فقط على قطاع الثقافة والتراث الوطني بل أيضا على عاتق تلفزيون وفضائية البحرين التي لو طرحت هذا الموضوع عبر برامجها المختلفة لاسيما التراثية فسيكون ذلك مكسبا للبحرينيين.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ