تطرق خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في خطبة الجمعة أمس إلى أهمية الرحمة في الدين الإسلامي، وقال: «لقد هدف الدين الحنيف إلى إقامة المجتمع المسلم الذي ترفرف على جنباته أعلام الحب والرحمة، ومن شمائل الإسلام العليا التي ربى أتباعه عليها وأمر بإشاعتها بينهم الرحمة والتراحم، وهذا يجعل المرء يحس بالآخرين ويشاطرهم آلامهم، وتبلد الإحساس يرمي بالإنسان إلى حدود الجماد».
وبين القطان «لم تعرف أمة من الأمم عبر التاريخ في سير عظمائها أعظم رحمة ولا أشد شفقة من سيد ولد آدم الحبيب المصطفى والنبي المجتبى (ص)، حتى لازمته هذه الفضيلة في أحلك الظروف والمواقف، فهل أشد من محاولة قتله، بل يستميح العذر لأعدائه».
ونوه» كما منع الإسلام عن المثلة والغدر وقتل النساء والأطفال ورجال الدين، وكان ذلك سببا في انتشار الدين في جميع أصقاع الأمم، وكلما سلكت مسالك العنف عمت الفوضى والفتن والمحن ما لا يعلمه إلا الله». وتحدث القطان عن جوانب الرحمة، فأشار إلى أنها كثيرة ومجالاتها واسعة، فالراعي الرحيم من يرحم رعيته ويدرأ أسباب الشر عنهم، والعالم والتاجر والأب الحاني، وعلامات صدق الرحمة كلمة هادفة وابتسامة وسلوك حسن وحب وبعد عن الظنون السيئة والنقد اللاذع.
ولفت «هناك فئات في المجتمع جديرة بالرحمة أكثر من غيرها، وفي مقدمتهم الوالدان، وخصوصا عندما يتقدم بهما العمر، وأين الرحمة ممن يسيء لوالديه، ويعق ولم يتورع بعضهم في تركهم في بيوت الرعاية من دون سؤال عنهم».
وأوضح أنه «ينبغي أن تسود الرحمة بين الزوجين، والرحمة للأولاد، ولما مات إبراهيم ابن رسول (ص) جعلت عينا رسول الله تذرف بالدموع، وحين رآه أصحابه سألوه فقال إنها الرحمة(...) وعليكم بالرحمة بالمعوقين وكبار السن والأطفال والخدم والعمال، فلا تظلموا هؤلاء المساكين، فاحذروا يا أصحاب الشركات والمؤسسات من ظلمهم. ومن أبواب الرحمة أن تشمل الحيوان، فهذه تعاليم ديننا، وليهنأ أهل الإسلام بدينهم وليحذروا من الاغترار بالكفر وأتباعه».
العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ