تحدث خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس (الجمعة) عن الكلمة وآثارها، وقال: «الكلمات المسيسة سواء في الفعاليات التي تجرى داخل البحرين أو خارجها من شأنها أن تزعزع استقرار وأمن المجتمع».
وتحدث مطر في بداية خطبته عن المثل الذي ضربة الله تعالى لعبادة في سورة إبراهيم إرشادا وتوجيها وتعليما وتقريبا للمعاني. وذلك في قوله تعالى: «ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طبية ... ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة» (إبراهيم:26). وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أن الكلمة الطيبة هي لا إله إلا الله، والشجرة الطيبة هي المؤمن».
وقال مطر: «لقد مثل الله تعالى لكلمة الإيمان والتوحيد بالشجرة الطيبة ولكلمة الكفر والشرك بالشجرة الخبيثة. فالشجرة الطيبة تعطي ثمرها كل وقت بيسر فكلها خيرات وبركات، وأما الشجرة الخبيثة فهي غير ثابتة وشرها كثير ومنعدمة البركة. وانطلاقا من هذا المثل وقياسا على كلمة الإيمان والخير يتبين لنا أهمية الكلمة بل خطورتها فهي أمانة ومسئولية، فيجب أن تكون الكلمة التي تنطلق من اللسان أو التي تخطها الأنامل طيبة وكلمة خير وصلاح وحق، سواء كانت هذه الكلمة في نطاق الأسرة أو المجتمع مع الوالدين مع الزوجة مع الأولاد والزملاء، وخصوصا إذا كانت كلمة من كاتب لقرائه أو كلمة من صحافي أو كلمة في برنامج إذاعي أو تلفزيوني. أو عبر صفحات الإنترنت، أو في محاضرة أو ندوة أو منتدى أو مؤتمر داخلي أو خارجي. فيجب على المتكلم أن يكون عاقلا حكيما بارعا دقيقا في استخدام واختيار الكلمات والعبارات المناسبة واختيار.
وأوضح مطر أن «الكلمة الطيبة ينفتح لها القلب وينشرح لها الصدر وتورث المحبة والألفة وتقوي الصلة والرابطة وتؤلف القلوب وتجمعها، فالعاجز من عجز عن الكلمة الطيبة والبخيل من بخل على من حوله بالكلمة الطيبة، أما الكلمة الخبيثة المسمومة فهي توغر القلوب وتفسد الأمور وتنشر الكراهية والبغضاء بل هي كلمة مدمرة مزلزلة مفسدة مفرقة تثير الفتن فهي بمثابة صب البنزين على النار، وهذا ليس بفعل الحكماء ولا العقلاء فالخاسر من أطلق لسانه بالكلمات الخبيثة الآمنة التي تسيء في المرتبة الأولى لقائلها ومن ثم فيها إساءة وإيذاء لمن حوله وإساءة لمجتمعه وأهل بلده، وخصوصا إذا قيلت. فكم من كلمات تقال في بعض الفعاليات الداخلية والخارجية فيها إساءة مباشرة للوطن وفيها إثارة للفتن، وبالتالي تؤثر على أمن واستقرار المجتمع، فالعاقل الحكيم لايسيء لبلده وأهل وطنه، وأمثال هؤلاء يجب عدم السماع لهم ولا نشر كلماتهم التي تفسد الأمور ولا تصلحها. وغالبا ما تنطلق من أغراض ومآرب فئوية خاصة إما مادية أو غيرها».
العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ