كان الفنان المصري حسين فهمي نجم الحفل الذي أقامته شبكة «الشوتايم» حديثا بمناسبة تدشين إعادة إطلاق قنواتها العشرين. فهمي الذي فضل أن يكون لقاؤه مع الصحافة عبر جلسة في بهو الفندق، لم يبخل على ضيوفه بالإجابة عن أي سؤال مهما يكن محرجا، بل أجاب عن كل استفساراتهم بذكاء ودبلوماسية.
تحدث الفنان أولا عن برنامجه الجديد «الناس وأنا» الذي يبدأ قريبا على قناة الشاشة التابعة لشبكة شوتايم، معربا عن سعادته لتقديم هذا البرنامج وهو الذي تمنى تقديم البرامج لسنوات طويلة. وقال فهمي: إن فكرة البرنامج هي تقديم صورة مشرفة للعالم العربي، عبر طرح قضايا وهموم إنسانية ومحاولة مناقشتها بشكل موضوعي وفي إطار اجتماعي.
بعد ذلك دار بين فهمي والصحافيين حوار فيما يلي نصه:
ماذا تخطط مع شوتايم لينطلق برنامجك للعالمية بدلا من كونه برنامجا مصريا محليا؟
- منذ دراستي في أميركا كنت طالبا نشيطا وكان لي موقف واضح من حرب فيتنام وهزيمة يونيو/ حزيران 1967 كان كل ما يهمني أن أعرض الصورة الصحيحة للإنسان العربي، وظل ذلك الأمر يتفاعل بداخلي إلى أن جاء 11 سبتمبر/ أيلول ليحظى العرب والمسلمون بوابل من الهجوم.
بعد عرض البرنامج في التلفزيون المصري ماذا تهدف من وراء بثه عبر إحدى قنوات باقة شوتايم؟
- أسعى لخروج البرنامج من المحلية المصرية ليكون برنامجا يناقش هموم ومشكلات الإنسان العربي البسيط، ومن خلال إمكانات شوتايم وبحسب اتفاقي مع مارك «المدير التنفيذي» سيكون البرنامج رسالة عربية للخارج ونفكر جديا في مرحلة لاحقة ببث حلقات بلغات غير العربية نستضيف من خلالها المشاهير الأجانب، وبذلك يكون البرنامج حلقة وصل جيدة تصحح المفاهيم الغربية عن العرب.
ولماذا شوتايم تحديدا؟
- تلقينا عروضا من قنوات فضائية لعرض بعض الحلقات التي يمكن أن تصلح كقضايا عربية عامة، ولكن إمكانات «شوتايم» وخطتها ستخرج بالبرنامج لآفاق العالمية.
التقديم إذا خطف حسين فهمي من إبداعه الأساسي؟
- أنا لا أتعامل مع برنامج «الناس وأنا» من منظور المذيع ولا أستطيع وضع نفسي في هذا الإطار إنما استضيف شخصيات في البرنامج ونتحدّث عن قضايا بعينها ويطرح كل منا رأيه حولها وعندما لمست في البرنامج هذا المستوى لم أتردد في قبول العرض واعتقد أن هذا واحد من مقومات نجاحه والضيوف الذين أستضيفهم يعرفونني منذ زمن لذلك فتحوا قلوبهم عندما جلسوا معي.
هل تتابع معدي البرنامج خصوصا بعد موضوع هالة سرحان مع حلقة «بنات الليل»؟
- أتدخل في جميع تفاصيل البرنامج وأشرف على الإعداد وألم بأبعاد القضايا التي نطرحها ونقوم بإجراء تنقيح للشخصيات التي سنستضيفها حتى نتحلى بالمصداقية، وأحمد الله على أن المصداقية بيني وبين الجمهور لا حدود لها وآرائي السياسية والاجتماعية يشهد بها الجميع، وجميع ضيوف البرنامج نجري لهم اختبارا أوليا واطلع على نتيجة هذا الاختبار ثم اجتمع مع المعدين والمساعدين ونتشاور بشأن بعض المحاور وهذا الأمر قبل تسجيل الحلقة؛ لأنني لا استطيع حذف أي جزء من اللقاء بعد تسجيله.
وحال عدم شعوري بشك أو عدم مصداقية لا أتردد في حذف هذا الجزء فورا، وفي المقابل كان برنامج هالة سرحان يمنح نقودا نظير التحدث والشيء الأهم أنني لا أملي على الضيف ما يقوله وإنما نطرح بعض الأحداث ونترك الحكم لهم.
هل هناك نية لطرح قضايا سياسية بجانب الموضوعات الاجتماعية المزمع مناقشتها في البرنامج؟
- أتجنب الخوض في القضايا السياسية واهتم بالتركيز على الجوانب الإنسانية متفاديا التطرق للجوانب الشائكة حتى وإن طرحت وقد قدمت حلقة عن «البلطجة» وفي البداية كان يجب أن نوضح معنى كلمة «بلطجة» وهي فرقة في الجيش التركي وكانت تتسلح بالبلطات لتكسير الأشجار.
وعندما جاء محمد علي باشا إلى مصر أسس فرقة البلط ومن هنا جاءت كلمة بلطجة وشرحنا علاقتها بالفتوة الذي كان يحمي منطقته في الماضي والأديب نجيب محفوظ تناول الفتوات في ثلاثيته الشهيرة فكان لابدّ من شرحها بالتفصيل وتنقلنا من بلطجة الأفراد إلى بلطجة الدول وبدأنا ندخل في «إسرائيل».
هل أنت راض عن مسلسلك الأخير «الشارد»؟
- الشخصية التي جسدتها في المسلسل مصابة «بالزهايمر» وهو من أمراض العصر واكتشفت من خلال دراستي انه لا يتعلق بالتقدم في السن وإنما الإصابة به نتيجة الضغوط النفسية والعصبية واكتشفت أنه قد يصيب الشباب، وعملنا في المسلسل من هذا المنطلق وطرحنا قضية «الزهايمر» بشكل كبير واعتقد أنه تم عرضه جيدا ونال ما يستحق في الانتشار فضائيا.
ما رأيك في الهجوم الذي طال الممثلين السوريين خصوصا في مسلسل حدائق الشيطان؟
- موضوع الفنانين السوريين أخذ أكبر من حجمه ؛لأنهم زملاء وقد تعاونا مع بعض من قبل في مسلسلات وأفلام كثيرة صوّرت في لبنان قبل ذلك ودائما ما تحتضن مصر الفنانين من مختلف أقطار الوطن العربي مثل: الريحاني وفريد وأسمهان.
إذا لماذا رفضت الاشتراك في مسلسل «الملك فاروق»؟
- لقد شددت على ضرورة أن يجسد فنانا مصريا هذه الشخصية تحديدا لكون الملك كان يحكم مصر وأن الفنان السوري لن يشعر بإحساس هذا الملك تجاه مصر وان كان هناك من اعتذر من الفنانين المصريين عن تجسيد هذه الشخصية فلنسند الدور لأحد الوجوه الشابة، ثانيا: المخرج سوري، ولا استطيع أن أفهم هذه الخطوة وهذا رأيي الشخصي لأنني لا أستطيع العمل في مسلسل عن الملك فاروق بطله ومخرجه غير مصري.
وبصراحة ليس من المنطق أن يجسد فنان غير مصري شخصية ملك مصري ويخرجه غير مصري.
«أهلا يا بكوات» مازالت تعرض ايه الحكاية؟
- عندما نتحدث عن مسرحية «أهلا يا بكوات» فإنها مفاجأة، العمل سبق عرضه قبل 16 عاما وحقق أصداء واسعة، وحقق آخر عرض 25 ألف جنيه في الليلة الواحدة وهذا الرقم صعب أن تصل إليه إيرادات المسرح القومي لليلة واحدة والمسرحية تقول انه من الصعب أن نتخلص من القرن الـ 18 وهذا شيء مفيد ؛لان هناك أجيالا جديدة لم تشاهد هذه الحقبة الزمنية وتفاجئوا بعودتنا إلى القرن الـ 18 ونحن نقول لهم: إن العالم سيتغير، ولكن في النهاية يكتشفوا أننا في العام 2007 وأن ملامح الحارة المصرية لم تتغير طوال هذه السنوات فيحدث لهم صدام حضاري ويخرجوا بمفهوم مختلف وقد نالت المسرحية نجاحا منقطع النظير في مناقشات كثيرة جدا دارت حول العرض وأتصور أن نجاحها من الممكن أن يستمر لسنوات عدة لأن الجملة الأخيرة التي تقولها المسرحية أيها المستقبل تمهل ؛ لأننا لم ننجز شيئا بعد لها دلالة خطيرة جدا.
من يمرض أو يتقاعد من الوسط الفني يكون مصيره الإهمال، لماذا؟
- هذا مفهوم خاطئ جدا فلا أحد يعلم ما نفعله للزملاء لأننا لا نتحدث عما نفعله ولا أحد يعلم ما حدث مع شريهان، ولا أحد يدري عما قدمته للفنان عادل ادهم قبل رحيله وأيضا نادية لطفي عندما أصيبت بانفجار في المخ لأنهم زملاء، ولكن لن نتاجر بما قدمنا لزملائنا، وكذلك سعاد حسنى التي كنت أهاتفها يوميا حتى أن هناك بعض الزملاء سافروا إليها على نفقتهم الخاصة، واذكر هنا أنني كنت أزور عادل أدهم يوميا لأقوم بتدليك قدمه لأنه بحسب الطب الصيني هناك جزء في القدم يؤثر في منطقة الصدر فهل أتاجر بهذا الجزء، هل أصرح أنني فعلت كذلك وكذلك من أجل عادل أدهم.
الأمراض التي أصيب بها بعض الفنانين وأقعدتهم عن العمل هل كانت أحد أسباب اتجاهك إلى القطاع التجاري؟
- عندما سافرت إلى أميركا وجدت غالبية الفنانين الأميركيين ينتهجون هذا المبدأ وتعلمت منهم لان مشكلة الفنان إذا أصيب سيظل في الفراش ولن يستطيع العمل فكان لابدّ من وجود مصدر آخر للرزق.
ماذا عن الرقابة المفروضة على البرامج الحوارية؟
- أنا ضد الرقابة فالفنان يجب أن يكون رقيب نفسه ونحن كذلك وهناك ضمير الفنان وإذا كان معدوما فلا يستحق أن يكون في الحقل الفني والعالم في الخارج لا يوجد فيه رقابة فمثلا في أميركا هناك ميثاق شرف للفنان ولا يتنازل عنه، والعقاب لا يكون بوأد فكره وإنما بحجب الأدوار الجيدة عنه، وكذلك لا يأخذ توقيت عرض جيد ولا يدعى إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود وتتخذ النقابة إجراءات ضده والجمهور يعزف عن أعماله وبالتالي يشعر الفنان بأنه وصل إلى حد من المستحيل أن يستمر فيه فيبدأ في الارتقاء بنفسه مرة أخرى.
ما رأيك في الغيرة الفنية؟
- الغيرة ظاهرة صحية وعندما شاركت الفنان نور الشريف فيلم «العار» كنا متنافسين وسعى كل منا لأن يغير من الآخر وأن يكون أفضل وكلما قام نور بتجسيد مشهد أردت الاجتهاد لأصبح أفضل منه.
ماذا عما أثير عن قربك من مراكز صنع القرار المصرية؟
- أنا بعيد عن السلطات، ولكنهم يحبونني والذي لا تعرفونه أن أجدادي لهم عقارات كثيرة في مصر وعندما قامت ثورة 1952م تم مصادرتها لصالح الدولة من أراضٍ زراعية وعقارات ومن بينها منزل تم تحويله إلى قسم شرطة بمنطقة حلوان وفي سيدي بشر تم تحويله إلى مدرسة بوضع اليد ورفعنا عدة دعاوى قضائية ضد الدولة.
ماذا عن الجديد الذي تستعد لتقديمه خلال المرحلة المقبلة؟
- استعد حاليا لتصوير مسلسل جديد بعنوان «حق مشروع» أجسد خلاله شخصية جديدة وهي عنيفة جدا وطيبة جدا ومليئة بالتناقضات، من تأليف محمد صفاء عامر الذي قدم العام الماضي حدائق الشيطان وتخرجه رباب حسين ويشاركني العمل عبلة كامل ومحمد وفيق وأحمد زاهر.
لو أجريت تقييما لحسين فهمي الفنان فأين تجد موقعك؟
- أقول إنني مازلت في بداية الطريق وهذا ليس تواضعا وعندما يسند إلىّ دور أكون منزعجا جدا في أول يوم تصوير وأحاول جاهدا أن تكون إطلالتي مميزة وبعد هذا المشوار أحمل على عاتقي مسئولية تجاه المشاهد لأنه قد ينفر إذا لم أقدم شيئا جديدا.
لقد كنت سفيرا للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة ثم تركتها فما تقييمك لهذه المدة وما حقيقة خلافك مع محمود قابيل؟
- عملت في الأمم المتحدة لـ 9 سنوات ولم أحصل منهم على دولار واحد ؛لأن العمل كان تطوعيا ومحمود قابيل كذاب وقد كذب عندما تلقيت خطاب شكر من الأمم المتحدة بتاريخ 4 أغسطس/ آب الماضي ونشرته في الصحف، وذلك لموقفي من الحرب على لبنان ثانيا الأمم المتحدة قدمت الكثير لمشروعاتها وكان أجري نظير المشاركة في هذه المشروعات دولارا واحدا بمعنى 9 دولارات في العام وقد قدمت كثيرة معهم في مصر.
العدد 1693 - الأربعاء 25 أبريل 2007م الموافق 07 ربيع الثاني 1428هـ