العدد 1692 - الثلثاء 24 أبريل 2007م الموافق 06 ربيع الثاني 1428هـ

هراء الأبواب المفتوحة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

تحدث رؤساء التحرير والكثير من المهتمين عن ضرورة أن يساهم إعلامنا التلفزي في مجريات العملية السياسية في البحرين، ولولا أن برنامج هذا المساء قد انزاح - بشكل ما - عن جادة التغطية المتوازنة في تغطيته الأخيرة لحوادث السنابس وما جاورها لعمدت إلى تقديم الشكر المباشر له. أما السبب الذي يقف وراء هذا التحفظ الشديد في إطراء المديح للبرنامج فيكمن في طريقة المعالجة والتوجيه المتعمد لمجرياته.

أول الكلام، إننا نقف ضد أي مظهر من مظاهر العنف. هنا أو هناك، من هذا الطرف أو ذاك. وما يقوم به هؤلاء الشباب هو أمر «مرفوض» تماما. وأرجو أن لا يزايد أحد علينا في ذلك. كما أن الجهة التي تقف وراء هذه العمليات التخريبية لابد وأن تتحمل تبعات خيارتها السياسية بالإعلان عن نفسها وعن برنامجها السياسي أمام الجميع. والذي نرفض آليات العنف فيه قبل أن نسمع به.

إن مشكلة تلفزيون البحرين هي أنه لا يعالج القضايا معالجات هادئة، فخياراته تنحصر بين الخروج عن التغطية برمتها أو تعمد ضرب الرأس بالحائط، وبقوة. خياران لا ثالث لهما، الأول، أن يقف الجهاز التلفزي خارج المعادلة برمتها، فلا خبر جاء ولا وحي نزل. والثاني، هو أن يعمد جهازنا التلفزي إلى إنتاج برنامج كان مقدمه الزميل سامي هجرس يبذل جل ما أعطاه «الرب» من مواهب إعلامية وقدرة كلامية ومراوغة في توجيه الأسئلة نحو «اجبار» المتحدثين على اعتبار أحداث السنابس وما جاورها حوادث إرهابية!

لست بصدد الدفاع عن أولئك المخربين، لكنهم ليسو إرهابيين ولا مصاصي دماء ولا مسلحين. مخطئون «نعم»، ولابد أن تتعامل الدولة معهم بالقانون أيضا «نعم». لكن إعلانا بالبراءة منهم والدعوة لتوصيفهم بـ «الإرهابيين» أقول له - وبالفم المليان - «لا».

مخربون/ يائسون من الحياة/ متذمرون/ مخدوعون/ متهورون/ خارجون عن القانون، سمهم ما شئت، ولن نختلف. وليأخذ القانون مجراه في التعامل معهم. لكنهم بحرينيون ويعانون من مشكلة. ولابد من دراسة هذه المشكلة بواقعية وتحديد مسبباتها ومحاسبة من يقف وراءها إن كان لها بعد «إجرامي».

في ذلك المساء، شدد بعض حضور البرنامج على أن جميع الأبواب مفتوحة وأن على أولئك الشباب أن يلجوها، أقول، إن هذا الزعم «هراء». ليست جميع الأبواب مفتوحة. فالأبواب بين الفرقاء السياسيين في الجمعيات السياسية داخل المجلس النيابي وخارجه «مغلقة»، وحوارات الملفات السياسية العالقة - الملف الدستوري والتقرير المثير للجدل والتجنيس - هي أيضا أبواب «مغلقة». وقد تكون الأبواب المغلقة نفسها إحدى أهم الأسباب التي تقف وراء كل هذا.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1692 - الثلثاء 24 أبريل 2007م الموافق 06 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً