لقي ثلاثة عمال بنغاليين مصرعهم فجر أمس (الجمعة) وذلك بعد أن شبَّ حريق داخل سكن العمال الذي يقيمون فيه في منطقة جدحفص. العمال الثلاثة عُثر عليهم داخل المبنى متوفين بعد أن قام رجال الدفاع المدني بعملية بحث وإنقاذ داخل المبنى الذي تعرض لانهيارات جزئية أثناء مكافحة الحريق.
وتمكن ما لا يقل عن 17 عاملا من الهرب من داخل المبنى، بعد أن نجح 25 إطفائيا بصحبة 7 ضباط من الإدارة العامة للدفاع المدني مدعومين بثماني آليات إطفاء في إخماد الحريق الذي كان قد انتشر قبيل الإبلاغ عنه. ولاتزال أسباب الحريق قيد التحقيق.
إلى ذلك، أفاد رئيس قسم السلامة المهنية في وزارة العمل علي مكي بأن المسكن عبارة عن منزل آيل للسقوط تم استئجاره وتجهيزه من قبل صاحب العمل لعدد من عمال المنشأة من دون إخطار الوزارة عن عنوان السكن، لافتا إلى أن التحقيق سيستمر مع أخذ إفادات الشهود لمعرفة الأسباب ومخالفات السكن التي أدت إلى وقوع الحادث كما ستتم إحالة التقرير النهائي إلى النيابة العامة.
جدحفص - مازن مهدي
لقي ثلاثة عمال بنغاليين مصرعهم فجر أمس بعد أن نشب حريق داخل المبنى السكني القديم الذي يقطنونه مع عمال آخرين في قرية جدحفص.
العمال الثلاثة كانوا قد توفوا داخل المبنى فيما تمكن ما لا يقل عن 17 آخرين، يعتقد بأنهم جميعا بنغاليين، من الهرب قبل أن تحاصرهم ألسنة اللهب والدخان الكثيف.
أحد العمال يعتقد بأنه توفي إثر تعرضه لحروق بليغة بعد أن لم يتمكن من الهرب، حيث عثر عليه داخل الممر فيما يعتقد بأن العاملين الآخرين واللذين عثر عليهما داخل الحمام كانا قد توفيا اختناقا قبل أن تأتي عليهما النيران.
وتمكن رجال الدفاع المدني على رغم عدد الانهيارات الجزئية داخل المبنى من الوصول إلى العمال الثلاثة أثناء عملية مكافحة الحريق إلا أنهم كانوا قد فارقوا الحياة. فيما استمرت وحدات البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني في عملية البحث عن الناجين من بعد انتشال الجثت الثلاث للتأكد من خلو المبنى من العمال، في وقت كانت وحدات أخرى تكثف جهودها للسيطرة على الحريق ومنع انتشارة للمباني المجاورة، عبر مكافحته في النوافد وعبر السلالم المتحركة وأسطح المباني المجاورة.
وأشارت مصادر إلى أن البناء القديم ووجود مواد قابلة للاشتعال والتأخر في الإبلاغ عن الحريق من بعد ما كان قد انتشر في المبنى كانت جميعا عوامل مسببة لإعاقة مكافحة الحريق ومباشرة عملية الإنقاذ. وتمكنت 8 آليات إطفاء مدعومة بمالا يقل عن 25 إطفائيا و7 ضباط يتقدمهم مدير الإدارة العامة للدفاع المدني والإطفاء العقيد خالد العبسي والمقدم صلاح سالم والمقدم علي الحوطي والنقيب محمد البنغرير والنقيب عبدالعزيز المريخي والنقيب محمد سليس، من حصر الحريق والسيطرة عليه في فترة لا تتجاوز الـ 15 دقيقة، إلا أن حالات الانهيار المتكررة داخل المبنى حصرت عملية مكافحة الحريق بخارجه، حيث اقتصرت عمليات رجال الإطفاء داخل المبنى المكون من طابقين على فرق متخصصة في البحث والإنقاذ كإجراء احترازي.
وبحسب عدد من العمال الناجين فإن العمال الثلاثة كانوا يقطنون في غرفة واحدة حيث يعمل اثنان منهم في إحدى شركات الإنشاء فيما يعمل الآخر بشركة إنشاء أخرى. كما اشار بعض العمال إلى أن المتوفين جميعا متزوجون ولديهم أطفال حيث مضى على أولهم قرابة 20 عاما في البحرين ولديه بنتان فيما مضى على الثاني 12 عاما في البحرين ولديه ولدان، أما المتوفى الثالث فمضى على وجوده في المملكة عامان، ولديه أربعة أطفال منهم ثلاث بنات وولد.
وكان بعض العمال قد فروا من المبنى بمتاعهم فيما تم التحفظ على ستة آخرين كإجراء احترازي فيما تستكمل التحقيقات.
بدوره انتقل رئيس مركز شرطة الخميس المقدم عيسى حمد الكواري إلى موقع الحادثة مع عدد من ضباط أمن المنطقة الشمالية للوقوف على مجرايات عملية الإنقاذ والتحقيق فيما دعمت 7 دوريات نجدة وسيارتا إسعاف تلك العمليات. كما توجه إلى موقع الحادث ممثل عن المحافظة الشمالية بالإضافة إلى مهندس منتدب وممثل عن السفارة البنغالية إذ تم إخطار النيابة العامة بالواقعة فيما تستمر التحقيقات للوقوف على سبب الحريق.
عدد من أهالي المنطقة أثنوا على جهود رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى المنازل المجاورة وخاصة أن عددا كبيرا منهم باشر عمليات الإنقاذ ومكافحة الحريق في وقت كانت الانهيارات الجزئية للمبنى تتكرر.
مدينة عيسى - وزارة العمل
أفاد رئيس قسم السلامة المهنية بوزارة العمل علي عبدالله مكي أنه تلقى في الساعة الرابعة والنصف فجر أمس الجمعة بلاغا من الإدارة العامة للدفاع المدني يفيد بوقوع حريق في سكن عمال تابع لإحدى شركات الإنشاءات في منطقة جدحفص. وقال انه توجه برفقة عدد من مهندسي السلامة المهنية بالوزارة لمعاينة الموقع والتحقيق في حيثيات الحادث، حيث اتضح من خلال التحقيق المبدئي أن السكن عبارة عن منزل آيل للسقوط تم استئجاره وتجهيزه من قبل صاحب العمل لعدد من عمال المنشأة. وذكر أن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذ وإخلاء 17 عاملا كانوا موجودين داخل المنزل وانتشال ثلاث جثث لعمال آسيويين قد فارقوا الحياة في موقع الحادث نتيجة تعرضهم للحريق بصورة مباشرة.
وأكد مكي أنه بعد التأكد من بيانات المنشأة لدى قاعدة بيانات وزارة العمل اتضح ان صاحب العمل لم يقم بإخطار الوزارة عن عنوان السكن وذلك خلافا لما تنص عليه المادة الأولى من القرار الوزاري رقم (9) لسنة 2006 الصادر عن وزير الصحة، الذي يلزم صاحب العمل بإخطار الوزارة بالمقر الذي يخصصه كسكن للعمال من حيث موقعه ومساحته وعدد العمال وذلك خلال مدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ التخصيص وتوثيق هذا الإخطار في السجل وقاعدة البيانات المعدة لذلك، لافتا إلى ان التحقيق سيستمر وأخذ إفادات الشهود لمعرفة الأسباب ومخالفات السكن التي أدت إلى وقوع الحادث كما ستتم إحالة التقرير النهائي إلى النيابة العامة.
العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ