العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ

مهاجرون

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

لدواعي الفقر والعوز، يهاجر كثير من الآسيويين تحديدا إلى الخارج، وخصوصا إلى منطقة الخليج العربي، كونها «ينبوع النفط المتدفق»، وبالتالي تعد ينبوعا للمال كذلك، فيجد هؤلاء فرصة في تحسين أوضاعهم على رغم أنهم في الغالب ما يشغلون وظائف «دنيا» كخدم في المنازل أو يسرحون في الطرقات يغسلون السيارات، أو يبيعون الخضر والفواكه.

هؤلاء أخذوا بالتوافد على المنطقة بشكل رهيب، حتى أن مدنا كدبي مثلا، وأحياء في المنامة عندنا طبعت بطابع آسيوي يجعلك تحتار ما إذا كانت تلك الأحياء «بحرينية» فعلا أم أنك تعيش حلم السفر إلى «بومبي» مثلا. ومع ذلك تبقى تلك ظاهرة اعتدنا عليها، وأصبح الآسيوي أخانا ومن مواطنينا يشاطرنا كل شيء... السكن، كسب الرزق، اللهجة، وحتى ملابسنا التراثية. ولكن ماذا عن البحريني المهاجر «لكسب الرزق» في دول الجوار، التي من المفترض أن نكون نحن جزءا منها وتجمعنا وإياها صفة واحدة «دول نفطية»؟!

الأرقام التي ذكرت في الصحافة أمس والتي تشير إلى أعداد البحرينيين الذين يعملون في الخارج، تحيل إلى قضية تلخص في سؤال، الإجابة عليه متشعبة وتحمل الكثير مما «يوجع القلب»... لماذا يهاجر البحريني إلى الخارج؟

طلبا للرزق؟ لماذا؟ ألا توجد وظائف في الديرة، مدخولها يكفيه لأن يعيش عيشة «بني آدميين»؟... وماذا عن الأهل والوطن؟ إن كان هؤلاء «فاشلين» فليسوا هنا (على رغم إيماننا بحقهم في العيش في ديارهم بكرامة) مجال حديثنا، ولكن إن كانوا من ذوي الشهادات والخبرات التي مافتئت الدولة تخرجهم بأعلى المستويات، بغرض الرقي بالوطن في جميع المجالات، فلم يفضلون إعطاء «خيرهم لغيرهم»؟

الأرقام التي نشرت أمس تشير إلى أن غالبية هؤلاء المواطنين المهاجرين يعملون في القطاع الحكومي في دول الجوار، وهذا يدلل فعلا على أنهم من أصحاب الشهادات والخبرات. وشخصيا، أعرف من ذوي الخبرات أولئك الكثير فضلوا الغربة على المكوث في الوطن بين أهلهم وصحبهم، وبعضهم يعمل طبيبا في أميركا وبريطانيا ولكن «العودة» لا تخطر له على بال أبدا... والسبب، عندما فكر هؤلاء في إفادة وطنهم قدر «خبرتهم» بزهيد المال، وعينهم في وظائف لا صلة لهم بها، وسلط «أجنبي» عليهم أقل خبرة منهم!

وبعضهم قال: تخرجت بتفوق، وانتظرت سنوات لأحصل على وظيفة، وأجلت الزواج لحين توفير»المهر»، ولم أفكر في البناء بل قدمت إلى وحدة سكنية، وانتظرت وانتظرت ولما رأيت البناء وقد قام، علت الصرخات «ملك خاص»... أولا يحق لي الهجرة؟

والحال كذلك، أجد أن صفة «دولة خليجية» يجب أن تسقط عنا، فأيننا نحن وأين الدول الخليجية التي مافتئت تقدم كل التسهيلات إلى مواطنيها حتى تجدهم متمسكين بوطنهم بالروح والدم مهما حصل؟ فعوضا عن الرواتب العالية أصلا فإنهم يتسلمون أضعافها على شكل علاوات (زواج، سكن، أبناء....إلخ)... وأنت يا البحريني (عش مديون أو هاجر أحسن).

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً