العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ

عندما تتداعى الإنسانية

محمد سلمان mohd.salman [at] alwasatnews.com

أمست صور القتل والدمار في عيون الغالبية مناظر طبيعية اعتدناها، إذ أمسينا نرى أشلاء متناثرة، أو مقنعا يطلق النار على رأس سيدة ليبعثر دماغها من خلفها، أو رجال يجمعون أشلاء متناثرة لأحبائهم بعد انفجار. فبينما يبكي الأطفال ليتمهم، يعيش المتحكمون في العالم في ظل الرفاهية المطلقة. وفي المقابل يجوع الأطفال وتستهدف براءتهم بالقتل والحرب وآثار الدمار.

كل هذه الأمور أمست اعتيادية لدينا، ولكن أن نرى طفلا (لم يبلغ الحلم) في منصة القاتل!! فهذا ما تقوم له كل قائمة.

فمن الواضح أننا نتحدّث عن الصور التي عرضتها حركة «طالبان» الأفغانية والتي أظهرت طفلا يذبح جاسوسا أميركيا (كما سمته الحركة)، وذلك باسم الدفاع عن الدين الإسلامي والحق وما إلى ذلك من ترهات، أمست كل نطيحة ومتردية تنطق بها لتبرير أفعال هي في الطرف الآخر من الكون عما يدعون، مغفلة قدسية ما دنست من أمور.

ولكن الشيء الذي يثير الاشمئزاز أكثر من هذا المنظر هو أن نرى مَنْ حرّض ومَنْ دعم هذه الأفكار يتبرأ منها، وينعتها بالفكر «الإسلامي المتطرف». في حين أنه هو الذي دعمها وقواها وأعطاها السلطة للقيام بمثل هذه الأعمال مع سابق علمه بذلك.

فلِمَ يقفز لنا الآن من وسط الرماد ليشجب ويستنكر ويعارض ويبدي تحفظه؟ كلنا يعلم أنه مازال مؤيدا لهذه الأعمال ولو من خلف الكواليس، وذلك لتحقيق أهداف يرجوها. فهل إلى هذا الحد أصبح الإنسان رخيصا في هذا الزمان؟

إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"

العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً