ومن علامات خطواتها الجريئة الأخرى، إقدامها على تسريع وتيرة الإنتاج بشكل مدروس. هذا الاتجاه هو الذي يفسر نجاحها في فترة قصيرة نسبيا في تحقيق إنجاز جديد هو، إنتاجها للسيارة رقم 100 مليون في شهر يونيو/ حزيران الماضي. ومنذ تأسيسها في العام 1933 أنتجت الشركة 76 مليون و640 ألف سيارة في اليابان ونحو 23 مليون و500 ألف سيارة في مصانعها الأخرى. وقد وصل حجم إنتاج الشركة الإجمالي حتى نهاية شهر يونيو الماضي إلى 100 مليون و140 ألف سيارة.

والخطوة الجريئة الصناعية الثالثة، هي إقدام الشركة على النسب العالية في صناعة إعادة تدوير بقايا سياراتها. ففي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أعلنت شركة نيسان موتور أن نسبة إعادة تدوير بقايا السيارات المستعملة للسنة المالية 2005 بلغت 67.9 في المئة، وهي أكبر من النسبة البالغة 30 في المئة التي يفرضها القانون الياباني للسنة المالية نفسها، بل وأكبر من نسبة الـ50في المئة المحددة للسنة المالية 2010.

وقالت الشركة إنها استعادت ( 107،078.3) من أجزاء السيارات المستعملة من 513 ألفا و211 سيارة، وأن (72،726.0) طنا تم إعادة تدويرها. وتساوي نسبة الـ 67.9 في المئة معدلا يصل إلى 94 في المئة من عمر المركبة حسب المعايير الداخلية الخاصة لشركة نيسان.

وبلغت نسبة استعادة الأكياس الهوائية للسنة المالية 2005 نحو 93.5 في المئة، وهي أعلى من المتطلبات القانونية للسنة المالية ذاتها. وتمت استعادة (267،030) كيسا هوائيا من 146 ألفا و443 مركبة، كما جمعت الشركة وتخلصت من 144 ألفا و346 كيلوغراما من مبردات كلوروفلوروكاربون وهايدروفلوروكاربون من 444 ألفا و572 مركبة. وأنفقت نيسان 4.85 مليارات ين ياباني لاستعادة وإعادة تدوير بقايا السيارات المستعملة والأكياس الهوائية ومبردات كلوروفلوروكاربون وهايدروفلوروكاربون في السنة المالية 2005، وحصلت الشركة على مبلغ إجمالي من وكالة تحصيل رسوم إعادة التدوير قدره 4.62 مليارات، ما يعني أنها أنفقت أكثر بقيمة 228.61 مليون ين للسنة المالية 2005. وتسعى نيسان بشكل متواصل إلى رفع نسبة استعادة أجزاء مركباتها إلى 95 في المئة من خلال تصميم سيارات يمكن تفكيك أجزائها بشكل أكثر سهولة. وحققت مركبات (Note) و(March) هذه النسبة، حسب المعايير الداخلية الخاصة لشركة نيسان ولا يقتصر الأمر على اليابان، فأخيرا أكد المدير التنفيذي في شركة نيسان الشرق الأوسط تورو هاسيجاوا: «أن الشركة (نيسان) تلتزم بسياسة صارمة لحماية البيئة، ونطبق تلك السياسات على المستويات المحلية والدولية لكي نضمن تحقيق أهدافنا البيئية بل والتفوق على تلك الأهداف بهامش كبير أيضا، كما تأكد ذلك أخيرا». يذكر أن شركة نيسان هي واحدة من مجموعة صغيرة من شركات تصنيع السيارات في العالم التي تتمتع بسجل متميز في مجال مبادرات حماية البيئة، وقد حصلت أخيرا على جائزة تقرير الاستدامة المتميزة لعام 2005 لتدشينها برنامجا يهدف إلى تخفيض معدلات خروج غاز ثاني أكسيد الكربون عبر تنفيذ أحدث الأساليب العالمية لحماية البيئة. الخطوة الجريئة الرابعة هي سياسة بناء التحالفات الصناعية، ففي منتصف العام الماضي، اتفقت شركات جنرال موتورز الأميركية ورينو الفرنسية ونيسان اليابانية على العمل معا بشأن مراجعة سرية لمزايا إقامة تحالف محتمل بينها.

وتوقعت الشركات الثلاث العاملة في مجال صناعة السيارات أن هذه المراجعة ستستغرق 90 يوما، بعدها ستقرر الشركات ما إذا كان يتعين إجراء مزيد من المناقشات لفكرة التحالف. وجاء ذلك بعدما التقى كبير المسئولين التنفيذيين بشركة جنرال موتورز ريك واغونر مع نظيره بتحالف شركتي رينو نيسان كارلوس غصن في مدينة ديترويت الأميركية لبحث إقامة تحالف يمكن أن يغير وجه صناعة السيارات العالمية. و قال واغونر وغصن في بيان مشترك إنهما أجريا محادثات جيدة، وسينتظران نتائح فريق العمل المكلف بالمراجعة. وكان الملياردير كيرك كيركوريان أكبر مساهم فردي في جنرال موتورز قد أعلن حينها، عرضه المفاجئ بالتوسط في إقامة تحالف شامل يجعل رينو ونيسان تأخذان حصة كبيرة في جنرال موتورز. وعلى رغم أن المشروع لم ير النور لكنه ترك آثارا إيجابية على أوضاع نيسان. وقد استبعدت شركة «نيسان» الدخول في تحالف مع منافستها الأميركية جنرال موتورز، وأرجعت ذلك إلى أسباب كثيرة، كان من بينها الارتفاع السريع غير المتوقع في مبيعات جنرال موتورز بسبب تنفيذها برنامجا لإعادة الهيكلة يقضي بتسريح 30 ألف عامل وإغلاق 12 مصنعا.

وذكرت صحيفة «يوميري شيمبون» اليابانية أنه إلى جانب ذلك هناك معارضة الموظفين بالشركة الأميركية واتحاد العمال الأميركي لمثل هذه الخطوة اليابانية الجريئة.