العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ

مؤشرات على تخلفنا التقني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

على رغم الثروة النفطية لدى دول الخليج فإن مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن استعدادات الدول لاستخدام التقنية المتطورة يشير إلى أننا أقل من دول شرق آسيا وأقل حتى من دول إفريقية. ونشرت وكالة الاسوشيتد برس تصريحا أمس عن أحد المسئولين في دبي قوله: إن أحد أسباب تأخر بلداننا عن الآخرين في استخدامات التكنولوجيا هي أن المستثمر الخليجي يبحث عن الربح السريع، ولذلك فإن المستثمرين في منطقتنا لايبذلون الجهد الكافي ببناء مؤسسات تفسح المجال لانتعاش استخدامات التقنية المتطورة. وأشار إلى أن الإبداع والتقنية تحتاج إلى الوقت، وهي تشبه الطبخ على نار هادئة، ولكن مثل هذه الثقافة غير متوافرة لدينا.

الغريب أن دولا مثل: جامايكا والمكسيك أصبحتا أفضل من الكويت والبحرين من ناحية استخدام التقنية، على رغم أن هاتين الدولتين أقل من ناحية دخل الفرد من دول الخليج. ولكن من المتوقع أن يصبح المكسيكيون أغنى وأكثر تطورا من الخليجيين بمسافات واضحة خلال السنوات العشر المقبلة مع استمرار النمو لديهم على أسس مستدامة.

وبينما تعتبر الإمارات، بحسب مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي، أفضل الدول العربية استعدادا لاستخدامات تكنولوجيا الاتصالات المتطورة، نجد أن دولا مثل: ماليزيا وايستونيا أكثر تطورا واستعدادا. ويشير التقرير إلى أنه وعلى رغم انتشار الهواتف النقالة والانترنت، فإن المناهج التعليمية والبيروقراطية المميتة تقتلان الفرص السانحة لتطوير الهيكلية الاقتصادية بشكل ينافس الآخرين.

وهناك عائق كبير لتطوير استخدامات التكنولوجبا وهو إغراق بلداننا بالعمالة الرخيصة منذ منتصف السبعينات وحتى الآن. وهذا يعني أنه لا توجد محفزات لإدخال التكنولوجيا المتطورة مادام تتوافر الأيدي العاملة الرخيصة.

يمكن ملاحظة التخلف في استخدام التكنولوجيا، مثلا، بالنسبة لأحد مواقف السيارات في وسط العاصمة (المنامة)، إذا تعطلت الآلة التي تصدر البطاقات لمن يودّ دخول الموقف منذ أكثر من سنة، ولكن بدلا من إصلاح تلك الآلة تجد آسيويا جالسا بالقرب من الحاجز لكتابة وقت الدخول يدويا. ومثل هذه الحال متكررة وتجدها في كل مكان وبأنماط مختلفة... وتبلغ الحال سوءا إذ إن الشراء من الدكاكين يتم حاليا في كثير من المناطق عبر الأيدي العاملة الرخيصة، فتجد أن المرأة أو الرجل يسوق سيارته ويقف بالقرب من الدكان ويستخدم بوق السيارة بصورة مزعجة لكي يخرج الآسيوي من دكانه ويقوم باستلام الأوامر من المشتري الجالس في سيارته التي لا تتوقف ماكنتها عن الحركة إلى أن تتم عملية الشراء، وربما يتوسط العملية صراخ واستهزاء بالآسيوي إذا لم يفهم ما هو المطلوب شراؤه. إنها مؤشرات عملية لتخلفنا التقني.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً