برحيل الفنان الكوميدي القدير علي المفيدي فقدت الساحة الفنية أحد أهرامات الفن في الكويت، إذ وافته المنية الأسبوع الماضي في أحد مستشفيات المملكة الأردنية الهاشمية بعد صراع طويل مع المرض دام لسنوات تنقل خلالها إلى الكثير من العواصم الأوروبية والعربية إلى أن حان وقت رحيله عن محبيه وأهله في الخليج والوطن العربي.
ويأتي فقيدنا بين قائمة طويلة من رواد الفن في الكويت إلى جانب علو كعبه في مجال الإخراج الإذاعي، وهو من مواليد 10 سبتمبر/ أيلول 1939 بالحي الشرقي، وتحديدا براحة المجيبل قرب حضرة العبكل.
بدأ دراسته على يد المطوعة زهرة وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وبعدها أكمل تعليمه في معهد الدراسات التجارية في العام 1985 وبرع في اللغة العربية والانجليزية والطباعة على الآلة الكاتبة.
ومن ثم تنقل في أكثر من جهة عمل فانطلق من بلدية الكويت مرورا بالبريد والتحاقه في الفترة نفسها بالمعهد العالي للفنون المسرحية إلى أن انضم إلى عائلة إذاعة الكويت مذيعا ومخرجا فذا، كما قام بتدريس مادة الإذاعة واللغة العربية في المعهد فيما بعد ليكتسب المستجدون من خبرته التي نضجت مبكرا.
مشواره الفني
يعتبر الراحل علي المفيدي رحمه الله أحد أعضاء مسرح الخليج العربي. انتسب إليه في العام 1968 وشارك في الكثير من الأعمال المميزة في مشواره الفني الناصع، فعلى صعيد التلفزيون قدم مسلسلات: «مسمار جحا، الشاطر حسن، ابن الحطاب، ابن العطار، درب الزلق، الأخوة الثلاثة، على الدنيا السلام، زواج بالكمبيوتر، خالتي قماشة، الأسوار، إلى أبي وأمي مع التحية، للحياة بقية، الشريب بزة، سوق المقاصيص، كشف حساب، دعوة عامة، رقية وسبيكة، قاصد خير، طش ورش، دلق سهيل، الدردور، كنز المخاطر، عندما تشتعل الثلوج، عتاوية الفريج، بلا حدود، السيف المفقود، الغوص، القصاص، عائلة على تنور ساخن، ضيعة أم سالم، شرباكة، ذيب النشامى، بيت بوصالح، دار الزمن». بالإضافة إلى العديد من السهرات التلفزيونية ومشاركته في فيلم «بس يا بحر».
أما أعماله المسرحية فقدم: «مجنون ليلى، الدرجة الرابعة، بخور أم جاسم، الأصدقاء، 1،2،3،4 بم، باي باي لندن، هالو دوللي، أحنا شباب الديسكو، يسوونها الكبار، حامي الديار، بالمشمش، زمن دراكولا، مصاص الدماء، جنون البشر، القرقور، حب بالفلوجة».
وعن ما قدمه في الإذاعة من أعمال رائعة مازال بعضها يذاع حتى اللحظة: «نافذة على الطريق، نجوم القمة، سلاما، شهداء الكويت، حبيبنا الغائب، الكويت كلمة السلام، إعلام الخليج، خالد بن الوليد، ينابيع الخير».
وكمذيع قدم برامج: «ركن التقديم الصحي، وركن البيطرة، ركن الرياضة». كما شارك في تمثيل العشرات من الأعمال الإذاعية بينهم «الأميرة والثعبان، الطرار، حبابة، الفتوحات الإسلامية، أبو بكر الصديق، الفاروق عمر، علي بن أبي طالب، عم رمضان»، وجميع تلك الأعمال من تأليفه وإنتاجه وإخراجه.
من ناحية أخرى، شارك الراحل علي المفيدي بالكثير من المهرجانات الخليجية والعربية كممثل وكمخرج ومن ضمن اللجان التحكيمية أيضا، وكانت له بصمات واضحة في نجاحات الإذاعة في السنوات الماضية.
رحلة مرضه
قبل عدة سنوات أصيب بو حسين رحمه الله في التهاب بالرئتين أدى إلى خلل في وظيفة القلب وضيق تنفس، أجبره على الابتعاد عن الساحة لفترة طويلة تلقى خلالها العلاج في أكثر من عاصمة أوروبية، إلى أن استقر أخيرا في الأردن ليواجه قدره وقدر محبيه ويفارقنا بجسده تاركا وراءه تاريخا مشرقا من الأعمال العالقة في أذهان كل محب له ولمشواره الزاخر.
وتخليدا لذكرى رحيل «قحطة» (الاسم الذي اشتهر به)، نترككم مع أبرز الصور من حياة الفنان علي المفيدي.
العدد 2255 - الجمعة 07 نوفمبر 2008م الموافق 08 ذي القعدة 1429هـ