في الوقت الذي يحذر فيه التقرير الصادر عن مؤسسة «فورستر» المتخصصة في أبحاث تقنية المعلومات، من تراجع سوق منتجات تقنية المعلومات وخدماتها خلال العام 2009 بنسبة 3 في المئة عن العام الذي سبقه ليصل حجم الإنفاق إلى نحو 1.66، نجده في الوقت ذاته يتوقع أيضا أن «يسجل الإنفاق على القطاع زيادة نسبتها 9 في المئة في العام المقبل».
وألمح التقرير الذي نشره موقع (arabianbusiness.com) إلى أن «مؤسسات تقنية المعلومات تواجه طلبا داخليا متزايدا للدفع بتطوير الأعمال»، مؤكدا أنه على الرغم من أن «الموازنات تقلصت بالفعل ردا على الضغوط الاقتصادية التي تشهدها السوق العالمية، لكن هناك حالات لا يمكن خضوعها لخفض النفقات».
تقرير آخر، صادر عن المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية «فيوجن كونسلتنغ»، يحصر نفسه في أسواق تقنية المعلومات الآسيوية، ونشره موقع صحيفة «الرياض» السعودية، يؤكد أيضا، توقعات نمو سوق تقنية المعلومات، رغم تفاقم الأزمة المالية العالمية، ويذكر أن «سوق تقنيات المعلومات والاتصالات في دول آسيا المطلة على المحيط الهادي تنمو بمعدل 8 في المئة، مقارنة مع السوق العالمية التي تنمو بمعدل 5 في المئة، وستصل قيمتها إلى أكثر من 400 مليار دولار أميركي بحلول العام 2009، أي ما يعادل نحو رُبع القيمة الإجمالية للسوق العالمية».
أرقام أخرى تقلص دائرة الأسواق التي تغطيها، فتشير إلى أن «حجم الاستثمارات في مجال تقنية المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى جانب كل من الصين والهند قد ارتفع بنسبة 13 في المئة ليصل إلى 40.5 مليار دولار»، واعتبر هذا التقرير الصادر عن شركة «آي. دي. سي»، (IDC) المتخصصة في معلومات وإحصاءات التقنية كلا من «الإمارات ومصر والسعودية والكويت بأنها الأسواق ذات المعدل الأعلى للنمو السنوي المركب في مجال تكنولوجيا المعلومات حيث يصل معدل النمو السنوي في مصر بنحو 14.1 في المئة على مدى خمس سنوات، وأن تحقق السعودية 12.8 في المئة والكويت 11.9 في المئة والإمارات 11.3 في المئة. هذا وقد بلغ حجم الإنفاق الذي خصصته دول الخليج العربية للاستثمار في تقنية المعلومات خلال العام 2007 نحو 9.1 مليارات دولار تمثل 22.6 في المئة من مجموع ما أنفقته دول الشرق الأوسط وإفريقيا».
وتؤكد «آي دي سي»، في تقرير آخر أيضا، «تجاوز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي 33 مليار درهم إماراتي خلال العام 2009، ما يشكل نسبة نمو بنحو 15 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت نسبة الإنفاق في مجال تكنولوجيا المعلومات على الصعيد الإقليمي نظرا إلى الإزدهار الذي يشهده سوق معدات أجهزة الكمبيوتر الذي يشكل نسبة 62.1 في المئة من إجمالي القطاع، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة نمو قطاع الخدمات بنحو 24.3 في المئة وسوق حزم البرمجيات بنحو 13.6 في المئة».
تقرير آخر بشأن سوق تقنية المعلومات الخليجية أصدرته مؤسسة «بي دي إل غلف»، يتوقع بأن تتجاوز قيمة «سوق توزيع حلول تقنية المعلومات 3.1 مليارات دولار، لتصل إلى ما يربو على 4.5 مليارات دولار بحلول العام 2015».
كان ذلك على المستوى الإقليمي، أما على مستوى كل دولة خليجية على حدة، فيتوقع، تقرير آخر صادر عن مرصد الأعمال الدولية (BMI)، أن يصل «حجم السوق القطري في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى نحو 621 مليون دولار في حدود سنة 2013».
وكما في الخليج، هناك دول عربية أخرى مثل مصر التي تتوقع الكثير من الدراسات إزدهارا كبيرا في صناعة تقنيات المعلومات، حيث يشير تقرير صادر عن (BMI) أيضا، إلى «زيادة حجم السوق المصرية لتكنولوجيا المعلومات من 1.2 مليار دولار أميركي في العام 2008 ليصل إلى نحو 2.5 مليار دولار أميركي في العام 2013».
حالة النمو هذه في هذا القطاع ليست ذات طابع مستقبلي فحسب، بل تكاد أن تكون ظاهرة سادت أسواق المنطقة منذ مطلع هذا القرن، إذ تشير العديد من الدراسات إلى «أن نسبة النمو في سوق تقانة المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من 6.9 مليارات دولار في العام 2003 إلى 13.4 مليار دولار في العام 2008، الأمر الذي يضعها في مصاف ثالث أسرع الأسواق نموا في العالم بعد الهند والصين».
إلى جانب مؤسسات الدراسات، هناك تأكيدات الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط، فهاهو الرئيس التنفيذي لشركة ساب الأميركية (SAP)، سيريجيو ماكوتا يؤكد في تصريح صحافي أدلى به في مايو/ أيار 2009 بأن «سوق الحلول التقنية في الشرق الأوسط نمت بنسبة 9 في المئة في الربع الأول من العام الجاري على رغم الأزمة المالية الطاحنة التي ضربت السوق في نهاية العام 2008، وأن دخل الشركة ارتفع بنسبة 62 في المئة في الربع الأول من 2009 وبلغ 2.4 مليار يورو».
ما تفصح عنه هذه الأرقام أن هناك سوقا عربية، بل وحتى خليجية، مجزية قائمة حاليا في قطاع تقنية المعلومات، وأنها تحمل في ثناياها الكثير من عناصر النمو والتوسع في المستقبل، رغم الأزمة المالية المستفحلة في المنطقة العربية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2535 - الجمعة 14 أغسطس 2009م الموافق 22 شعبان 1430هـ