العدد 2254 - الخميس 06 نوفمبر 2008م الموافق 07 ذي القعدة 1429هـ

وداعا كوندوليزا رايس!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مستهل زيارةٍ جديدةٍ لها بدأتها أمس، شرّفت ونوّرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس منطقتنا العربية.

الزيارة التي بدأتها من تل أبيب، يتوقع أن تكون الأخيرة، إذ ستنتهي تأشيرة إقامتها في البيت الأبيض بعد شهرين، ويطلب منها حزم حقائبها والمغادرة، لتبحث عن وظيفةٍ أخرى، ربما لتحاضر بإحدى الجامعات، أو تتفرغ لكتابة مذكرات عن مغامراتها وخبراتها وخصوصا في مجال التوليد!

رايس كانت من أكثر وزراء خارجية أميركا ولعا بزيارة المنطقة، فلم يكن يمضي شهران إلا وقد حلّت ضيفة علينا، وخصوصا بعد فشل حرب تموز ودحر العدوان الإسرائيلي عن لبنان. وقد كانت تحلم من أعماق قلبها بتوليد «شرق أوسط جديد»، ولكن ما كل ما تتمنى رايس تدركه!

يومها، وكانت حرب تموز تغلي في يومها الرابع عشر، نزلت بيروت واستقبلها البعض بالأحضان، على رغم أنها كانت تحرّض «إسرائيل» على مزيد من ضرب لبنان حتى تضع مولودها. كلّ هذه الصفاقة والوقاحة والجلافة قابلناها بالقبلات الساخنة. يومها لم تتحقق أمنيتها، وردّها الله إلى البيت الأبيض تجرّ ذيول الخيبة والفشل والخذلان!

في العام الأخير لها في الوزارة، كانت كلما زارت المنطقة، تمنّي الفلسطينيين بالتوصل إلى حلٍّ قبل نهاية العام... وها هو العام قد تصرم وانكشفت ألاعيبها. أما اليوم فها هي تعود من أجل «تهيئة الأجواء لمفاوضات السلام المقبلة» كما تقول! ولا ندري هل سيصدّقها أحدٌ في فلسطين، أو مصر، أو الأردن، وحتى في «إسرائيل»! فما عجزت عنه خلال سبع سنوات، لن تحقّقه حتما في الـ 70 يوما المتبقية قبل خروجها من شقتها بالبيت الأبيض!

رايس ستلتقي بأولمرت (بطل هزيمة حرب تموز والمتهم بفضائح مالية والمنتهية ولايته أصلا)، ووزيرة خارجيته ليفني (التي عجزت عن تشكيل وزارة خلال الأسابيع الماضية)، ووزير دفاعه باراك (بطل الاندحار الأول في 2000 ورئيس الوزراء الذي سحب الجيش بسرعة من جنوب لبنان)... ولا ندري عن ماذا ستتحدث معهم وكيف ستهيء مع هؤلاء سبل السلام!

رايس ستلتقي في رام الله أيضا مع محمود عباس من أجل تحقيق السلام! ثم تزور شرم الشيخ لإطلاع اللجنة الرباعية الفاشلة التي يقودها طوني بلير، لإطلاعهم على التقدم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية... هل تريدون نكتة أقوى؟

نعم... ففي جعبة كوندي الكثير من النكات، وخصوصا أنها تودّع المنطقة، ولا تريد أن تغادرنا إلاّ بعد أن تقتلنا من الضحك! فقد أعلنت عن استعدادها لمساعدة أوباما في الفترة الانتقالية! ومع ذلك فإن هذه النكتة استعارتها من رئيسها جورج بوش، الذي أعلن قبل يومين أنه سيعمل على انتقال سلس للسلطة إلى أوباما! وهل بيده شيء آخر غير الخروج بعد شهرين وتسليم البيت الأبيض بسلاسة للرئيس الجديد؟

إن خير ما تقوم به كوندي أن تخرج بهدوء وصمت، هي ورئيسها وأعضاء إدارتها وما تبقّى من عناصر اليمين المتطرف، لتفسح المجال أمام الإدارة الجديدة لإصلاح ما أفسدوه طوال ثمانية أعوام. وأفضل ما سيسفر عنه انتخاب أوباما، أنه سيوفر علينا بعد اليوم رؤية القابلة القانونية كوندي، وهي تتجوّل لتوليد المجازر والحروب... وإطلاق النكات!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2254 - الخميس 06 نوفمبر 2008م الموافق 07 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً