هذه الكلمات أوجهها إلى جميع الأندية المحلية من دون استثناء وليس هناك ناد مختص بها ولا يوجز فهم ما أقوله بعكس ما هو موجود في العمود أو تأويله وتفسيره على غير الجادة، فكلامي واضح ولا يحتاج إلى التفسيرات غير المنطقية.
الكلام هنا سيكون عاما لكل الأندية التي أود مخاطبتها بالخصوص مجالس الإدارات فيها والتي أدعوها بأن تكون يقظة وهي تقود سفينتها بين الأمواج المتلاطمة في غمار الحياة من تلك النفوس المريضة والشريرة والتي هدفها الفتك بأعراض الناس وتحويل النادي إلى بؤرة فساد ما أنزل الله بها من سلطان.
أعزائي رؤساء الأندية المحلية: أنتم تحملون رسالة كبيرة ومسئولية ليس لها نديد والجمعيات العمومية قد أتت بكم إلى هذه المراكز لكي تخدموها وترفعوا من السمعة سواء داخليا أو خارجيا فلا يجوز أن يتحول النادي من مؤسسة تربوية تخرج الأجيال ثقافيا أولا ورياضيا ثانيا إلى وكر والفساد والعمل النشاز في كل مضامينه وأنتم ترون بأعينكم تلك الخروقات ولا تقوموا بإصلاح الأمور وتلك والله الفاجعة العظمى.
أن أبناءنا الصغار الأعزاء هم أمانة في رقابكم فلا تجعلوهم يقعوا فريسة سهلة لدى تلك الوحوش التي لا تعرف الرحمة وتنقض بثقلها الشريرة على تلك البراءة التي لم تزل في بداية الطريق لمعرفة الحياة وهمومها وإذا بها تقع في الفخ من صغرها لتكره شيئا اسمه الحياة والناس وتتروي في جانب أثر تلك الأعمال الفاسدة.
اخوتي رؤساء الأندية: هذه الأمانة تحتاج إلى رعاية أبوية منكم وحنان دائم والتفات مستمر وحماية من تلك الوحوش التي جاءت على هيئة إنسان وهي ليست بإنسان، فلا تدعوها تفترس أبناءكم وأنتم على رأس الهرم فهو والله العار.
حوادث مؤلمة نسمعها يدمي لها الجبين وتجعلنا نقلق على وضعنا الإنساني قبل الاجتماعي وقبل الرياضي إذا أنتم تخليتم عن مسئوليتكم الملقاة على عاتقكم يوم قدمتم أنفسكم لتكونوا على هذا المستوى الرفيع.
كونوا حازمين بالقبضة الحديدية لمن تسوّل نفسه بأن يعبث بالمقدرات البشرية الصغيرة والبريئة وهي مازالت في ريعان نموها وابتروا العضو الفاسد من جسد النادي ولا تدخلكم رحمة في قلوبكم عليهم فهم الداء الذي يحتاج إلى الإقصاء من بدايته وأن سكتم على مثل هذه الجرائم النكراء فلا تلوموا إلا أنفسكم وأنتم مشاركون لهم بل أنتم الفاعلون.
هؤلاء أصحاب النفوس الشريرة والتي تستغل طيبة الصغار وبراءتها وعدم تحملها للقرار اضربوها بيدٍ من حديد ولا تأخذكم فيها أية رأفة ولا رحمة وأبعدوهم عن أروقة النادي مهما تكن تلك الشخصيات فهذه لا يجب أن تكون مربية وتحمل المسئولية، فالآباء والأمهات قلقة الآن على مصير أولادها وهذا حق مكتسب لها وقبل أن تصدر قرارها بمنع الأولاد من الذهاب إلى النادي بأسباب الفساد البشري داخل تلك المؤسسة قوموا بخطوات عملية مطمئنة لها لترفع حاجز القلق عنها وإلا حدث ما لا يحمد عقباه.
على الجمعيات العمومية في الأندية أن تحمل المسئولية أيضا وتكون رقيبة على عمل الإدارات وألا تتهاون في مثل هذه الحوادث المخزية وتسكت وتبعد نفسها عن تحمل المسئولية التامة وعليها إسقاط كل إدارة تدافع عن المجرمين الذين يهتكون أعراض النفوس البريئة ويرمون العائلة إلى الهاوية مثل هذه العناصر لا يجب أن تكون موجودة على رأس الهرم أو ما دونه.
وإذا لم يكن هناك إصلاح في الأمر لا من قبل مجلس الإدارة ولا من الجمعية العمومية فعلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن تستخدم أدواتها القانونية بالتدخل وحل تلك الإدارة الفاسدة التي رضيت لنفسها القبول لتلك الأعمال المجرمة وتعيين أناس أمناء على أعراض الناي يرفضون العمل المشين ويبترون كل عضو فاسد من جسد النادي الذي يجب أن تكون مؤسسته تربوية لا العكس.
وعلى المؤسسة العامة أن تكون حازمة وشديدة في قراراتها في مثل هذه الظروف وأن تكون واضحة لأنها المعنية أولا وأخيرا بنظافة كل الأندية من الأوكار الفاسدة والتي هدفها الكيد والنيل بصورة مخزية من كل شريف عبر الأبناء الأبرياء فهذه القلة الفاسدة من الناس يجب محاربتها بكل الأسلحة لأنها تهدم الوطن والمجتمع وتجعله ضعيفا فاقدا للثقة في نفسه وبالتالي نداءنا ومناشدتنا للمؤسسة العامة أن تكون صارمة بقرارات قوية وحازمة برفض كل من تسوّل له نفسه وشرها في الدخول إلى جسد النادي لإعاقته.
أخيرا ندائي لتلك النفوس المريضة التي هدفها الفتك بأعراض الناس وخصوصاَ الأولاد الصغار... راعوا الله في عملكم وحرمات الناس في رقابكم ولا تدعوا الشيطان يتلاعب بكم ويوصلكم إلى مرماه البغيض وحينها لا ينفع الندم والحسرة... كونوا مربين ومخلصين لناديكم ووطنكم.
التفتوا لأنفسكم جيدا فالموت حتمي ولا يرده لا قوي ولا باطش ولا ظالم ولا أي شخص في العالم كله فهو أجل أنزله الله عز وجل على كل إنسان فتذكروا يوم رحيلكم قبل أن ترتكبوا تلك الأعمال المشينة والتي تقودكم إلى النار وفكروا بعقلكم كثيرا ما الذي ستجنونه من تلك الأعمال المخزية غير العار والسمعة السيئة ودخولكم السجن في نهاية المطاف... فهل خلقكم الله عز وجل من أجل هذا أم أنتم أمامكم مساحة واسعة من العمل لبناء مجتمع قوي متراص متحاب متآلف فيما بينه يخدم دينه ووطنه ويرفع من سمعتها حينها نستطيع القول بأنكم حملتم الهدف برشدكم فأنتم أبناء وأحبائنا ولا تأخذكم في الله لومة لائم.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1690 - الأحد 22 أبريل 2007م الموافق 04 ربيع الثاني 1428هـ