شبح الطائفية البغيضة، آفة الأمن والأمان، والعدو اللدود لاستقرار الإنسان. هذا الشبح الذي أغرق العراق في بحر متلاطم من الدماء التي مازالت تجري جريان دجلة والفرات. هذا الشبح الذي ما إن يحل على غصن وطن إلا أحاله دمارا أيسر ما فيه أن تسقط رؤوس الأبرياء، وتتشحط أجساد الضعفاء من النساء والشيوخ والأطفال بدماء لا يهدأ طوفانها إلا بعد أن تحصد الأخضر واليابس.

لا أحد ينكر المسئولية المشتركة في حماية المجتمع من هذا المرض العضال، ولكن الحكومات بلا ريب تتحمّل الجزء الأكبر في حماية شعوبها من هذا الوباء، وهي على قائمة من تقع على عواتقهم مسئولية محاربة أسباب تفشي هذا الفيروس القاتل، حتى لا ندس الرؤوس في التراب على طريقة النعام، وندير الظهور هربا من التصدي لأسباب ولوج هذا الخنجر في خاصرة الوطن، لابد للجرأة في المعالجة أن تأخذ دورا أكبرَ، ولابد من تحسس هواجس الناس من هذا الشبح المخيف الذي بدأ يطرق أبواب الوطن طالبا الدخول، وغض الطرف سيفهمه هذا الشبح إذنا بالدخول، وإذا تم الاكتفاء بالحديث عن هذا الخطر بين الحين والحين من دون أدنى خطوات عملية لصده، فإنّا إذا مقبلون على مجهول وخيم العواقب.

الطامة أن من يحذّر من هذا الخطر يُتَّهَم بالطائفية! لذلك لن أخوض في تفاصيل الأمثلة التي يغص بها الوطن، وهي ليست بحاجة إلى توضيح؛ فتوضيح الواضحات من أشكل المشكلات كما يقال!