أعلن رئيس المجموعة اليابانية لصناعة السيارات (نيسان)، وهي ثاني أكبر شركة سيارات في اليابان، اللبناني الأصل كارلوس غصن حديثا عن خطوة جريئة تقدم عليها الشركة، إذ هي تفكر جديا في إطلاق سيارات جديدة بكلفة دون 10 آلاف دولار في الولايات المتحدة وتريد دراسة السوق لضمان نجاح هذا المشروع.

وأضاف غصن - الذي يرأس أيضا المجموعة الفرنسية (رينو) - في خطاب أمام مجلس العلاقات الدولية في واشنطن أن الأميركيين تجاهلوا إمكانات سوق السيارات الصغيرة الأكثر تطورا في أوروبا وآسيا.

خطوة جريئة أخرى في الاتجاه ذاته، كانت قد بادرت بها «نيسان» في الهند وهي إحدى الأسواق المستهدفة لديها، إذ أقدمت «نيسان» على تصنيع سيارة صغيرة بكلفة 2500 دولار.

وصرح السكرتير الهندي في وزارة الصناعات الثقيلة سوروجيت ميترا حينها بأن شركتي نيسان وسوزوكي ستقومان باستثمار 1.5 مليار دولار في إنشاء مصنع في الهند وسيتم الانتهاء من إنشائه في العام 2008. وتعمل الشركتان معا على زيادة مبيعاتها من السيارات في الأسواق الناشئة ومن بينها السوق الهندية مع خفض سعر الكلفة.

وقال كوجي اندو من كبار المحللين في مؤسسة كريديت سويس في طوكيو: «من المنطقي أن تقوم شركة نيسان بالتوسع في الهند لأنها تمثل سوقا نامية. لكن مبلغ 1.5 مليار دولار يبدو كبيرا بالنسبة إلى مصنع». ومن المرجح أن شركة نيسان ستقوم بإنفاق ما بين 20 مليار و30 مليار ين إذا قامت بإنشاء المصنع في الهند.

وقد وافقت شركة سوزوكي في يونيو/ حزيران من العام الماضي على أن يتم البدء في تصنيع موديل من السيارات الصغيرة في الهند لصالح شركة نيسان بدءا من العام 2008. وتخطط شركة سوزوكي لإنتاج 200 ألف سيارة هذا العام يتم تصدير نصفها إلى أوروبا. وتقوم شركة سوزوكي بتصنيع موديل جديد لصالح شركة نيسان.

الملفت للنظر أن «نيسان» شركة فتية بمقياس صناعة السيارات، فقد تأسست شركة نيسان في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 1933 تحت اسم «جيدوشي - سيزو» المحدودة، وذلك بعد أن تولت عمليات صناعة سيارة داتسون صغيرة الحجم من شركة توباتا كاستينج المحدودة. وكانت سيارة داتسون 12 أول سيارة تصنعها نيسان تحت اسم «جيدوشي - سيزو». وبعد مرور سنة كاملة، تغير اسمها إلى شركة نيسان.

وفي العام 1935، بدأت «نيسان» عملياتها في مصنع يوكوهاما، وهو أول مصنع للسيارات في اليابان بقدرات صناعية ضخمة، والذي لعب دورا محوريا في نمو وتدعيم قطاع السيارات في اليابان في بدايته الأولى.

هذا وقد زادت سعة «نيسان» في تصنيع السيارات مع بدء عمليات مصنع اوباما لتجميع السيارات العام 1962 ومصنع زاما العام 1965 بالإضافة إلى مصنع مورياما في العام 1966 (وذلك بعد أن اندمجت شركة نيسان في العام نفسه مع شركة برينس موتر المحدودة التي تعتبر من أبرز شركات تصنيع السيارات في اليابان) فضلا عن مصنع توشيجي العام 1971 وكيوشو العام 1976.

وبدأت «نيسان» إنتاجها الأول في مصانع خارج اليابان في العام 1959 وكان ذلك من خلال مصنعها الكائن في تايوان. وفي العام 1966، قامت الشركة بتصنيع سياراتها أيضا في المكسيك ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا في العام 1983 والمملكة المتحدة العام 1986 والصين العام 1995.

دخلت «نيسان» أسواق الشرق الأوسط العام 1957 بعد بيع أولى سياراتها من طراز «باترول» في المملكة العربية السعودية. وفي العام 1994، أسست «نيسان» مقرا إقليميا لها في دبي يغطي أكثر من 20 دولة وذلك بهدف تعزيز وجودها في المنطقة بتكوين أضخم تمثيل في الشرق الأوسط لمصنعة سيارات من اليابان.

وتعتبر مصانع الشركة بما في ذلك مصنعها في سوندرلاند في المملكة المتحدة وسميرنا في تنيسي، وكانتون في ميسيسبي بالولايات المتحدة الأميركية من أفضل مصانع السيارات من حيث الفعالية وكفاءة الأداء في العالم. وقد ذكر تقرير هاربور 2006 أن «نيسان» تصدرت قائمة مصنعي السيارات في قطاع السيارات في أميركيا الشمالية من حيث الفعالية وكفاءة الأداء بمقياس 28.46 ساعة عمل لكل سيارة.

وبموجب الخطة الجريئة (نيسان قيمة - أكبر)، التي اعلنها غصن، ستوسع «نيسان» من انتشارها العالمي، كما سيتم طرح طراز «إنفينيتي» بوصفها علامة فاخرة عالمية من الدرجة الأولى. وبنهاية السنة المالية 2007 سيكون قد تم طرح 28 طرازا جديدا كليا من سيارات نيسان وإنفينيتي في مختلف أرجاء العالم.