ولم تعرف مسيرة «غوغل» الإبداعية التوقف، ففي يناير/ كانون الثاني 2005 بدأ موقع غوغل العملاق للبحث على شبكة الإنترنت، في تقديم خدمة جديدة تسمح للمستخدمين بالبحث عن مواد تليفزيونية عبر الكمبيوتر.
ونجحت تلك الخدمة - غوغل فيديو بيتا- التي كانت جديدة وفريدة حينها، في أن توفر للمستخدم قدرة البحث في معلومات التعليقات التي تصاحب البرامج التليفزيونية، وهي في الوقت الجاري ما تزال قاصرة على القنوات التليفزيونية الأميركية.
وتظهر نتائج البحث على شكل صور ثابتة والكلام الذي يبدأ بالعبارة التي بدأ بها البحث. ومن المقرر أن تتسع هذه الخدمة بمرور الوقت لتشمل المزيد من القنوات التليفزيونية وفقا لما قاله، وقتها، الناطق باسم غوغل. ومن المهم رؤية تلك الخدمة الجديدة في إطار سعي غوغل للتوسع من أجل أن تصبح آلة البحث المناسبة التي يجد بها الناس ما يحتاجونه على شبكة الإنترنت وغيرها. وقد صرح نائب رئيس إدارة الإنتاج في غوغل جوناثان روزنبرج: «نحن نعتقد أن التليفزيون جزء مهم في حياة الناس، ونريد أن تكون لدينا القدرة في نهاية الأمر على البحث عن برامج ومواد تذاع على كل شبكات التلفزة».
وحينها سارع موقع ياهو، المنافس لغوغل، تطوير نظام مشابه للبحث عن ملفات الفيديو على المواقع التي تبثها على شبكة الإنترنت والمقاطع التليفزيونية التي يضعها على صفحته الرئيسية.
ويعطي الموقع في نتيجة البحث وصلة مباشرة للمواقع التي تحتوي المادة التليفزيونية المطلوبة والمواد ذات الصلة، لكنه لن يعطي الوقت المحدد الذي جرى البحث خلاله.
أما في أبريل/ نيسان 2005 فقد أطلق موقع غوغل خدمة جديدة أخرى تسمح بالتقاط صور عبر الأقمار الصناعية لأشهر وأجمل المناطق والمعالم في أميركا الشمالية وكندا. وبالتالي أصبح بإمكان مستخدم الانترنت طبع العنوان البريدي لأي منطقة والحصول على صورة ملتقطة من الفضاء للمكان المطلوب. ودفعت هذه الخدمة الجديدة بعض المستخدمين لتشكيل مجموعة لأجمل الصور، فيما وضع مستخدم آخر نتائج بحثه على موقع لتبادل الصور من اجل الإرشاد إلى المكان الذي قضى فيه طفولته. وتلتقط الصور شركة كيهول لصنع الخرائط الرقمية، والتي اشترتها غوغل في العام 2004. و على رغم أن الصور عبر الأقمار الصناعية كانت متوفرة في السوق، فإن كلفتها الباهظة جعلتها صعبة المنال لمعظم الأفراد. فشركة «إيرث سات» للصور عبر الأقمار الصناعية تبيع صورا قيمتها 22 دولارا للكيلو متر المربع. ولا يمكن شراء أقل من 25 كيلو متر مربع. وقد دفعت تلك الخدمة بعض دول المنطقة إلى وضع غوغل على قائمة المواقع المحجوب زيارتها.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2005 أيضا، استأنف موقع غوغل مشروعه المثير للجدل بتحويل ملايين الكتب إلى صورة رقمية ما يجعل بإمكان مستخدمي الموقع الاطلاع عليها على الإنترنت.
وسيمضي محرك البحث غوغل قدما في خططه على رغم الضغوط القانونية التي يواجهها من الناشرين والكتاب، الذين يعترضون على ما يقولون إنه انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.
ولكن في محاولة واضحة لطمأنة المعارضين، قالت غوغل إنها ستركز على الكتب التي نفذت النسخ المطبوعة منها أو المتاحة للإطلاع عليها.
وقدرت غوغل حينها أنها ستنفق ما يربو على 200 مليون دولار لتشكيل أرشيف رقمي لملايين الكتب من أربع مكتبات أميركية كبرى هي مكتبات ستانفورد وميتشيجان وهارفارد ومكتبة نيويورك العامة، بحلول العام 2015.
وكما أكدت أنها ستحول كتب من التي لا تنطبق عليها حقوق الملكية الفكرية من مكتبة جامعة أوكسفورد البريطانية إلى صورة رقمية.
وبقي أن نعرف أن معظم عائدات غوغل تأتي من الإعلانات التي تدفع وفق نظام الدفع مقابل كل تصفح. وقاربت القيمة السوقية لأسهم غوغل 150 مليار دولار. كما ان نصيب الشركة من سوق البحث على الانترنت بات يقدر بـ45 في المئة، مقارنة مع 28 في المئة لياهو و12 في المئة لـ «إم إس إن» المملوكة لميكروسوفت.
ويقول رئيس شركة «ليبرتي فيو» لإدارة رؤوس الأموال ريك بيكلر، إن النتائج التي يحققها غوغل «مذهلة كالعادة، وأنها تجاوزت أغلب التوقعات عندما ظن الناس ان غوغل لايمكنها أن تنموا أكثر مما كانت عليه قبل عام أو عامين».
وتمتلك غوغل محرك بحث عربي يستخدمه الكثير من العرب ممن يبحثون عن معلومات قيمة على الإنترنت.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1689 - السبت 21 أبريل 2007م الموافق 03 ربيع الثاني 1428هـ