أذكر أنني كتبت في هذه الزاوية قبل نحو شهرين عن منتخب البحرين الأولمبي لكرة القدم ووصفته بالمنتخب «المظلوم واليتيم» حتى قبل بداية مشواره في التصفيات الآسيوية لأولمبياد 2008، ومازال وضعه كما هو بعد مباراته الرابعة في التصفيات التي سقط فيها أولمبينا أمام نظيره القطري صفر/4 في الدوحة.
واليوم أكرر الكتابة عن هذا المنتخب من وحي المتابعة الميدانية اليومية لتدريبات وظروف هذا المنتخب والعقبات التي تواجهه ولاعبيه، ولا أبالغ إذا ما ظللت أصفه بـ «المظلوم اليتيم» ليس من بداية هذه التصفيات فحسب بل منذ بداية تشكيله قبل دورة آسياد الدوحة في ديسمبر/ كانون الاول 2006.
هل يُعقل أن يدخل منتخب صراع أية تصفيات أو بطولة من دون أن يلعب سوى مباراة دية واحدة فقط، ويظل يبحث عن مباراة ودية قبل كل مباراة في التصفيات كمن يبحث عن «لبن العصفور» أو عن فريق قادم من كوكب المريخ، في الوقت الذي نلاحظ فيه بقية المنتخبات تخوض مبارياتها بصورة طبيعية حتى العراق الشقيق الجريح بكل ظروفه الصعبة نراه برمج مباريات منتخبيه الأولمبي والأول قبل كأس أمم آسيا!
ومازاد من عجبي أن اتفاقات مبارياتنا الودية تحدد وتلغى في لمح البصر وبصورة غامضة وخير دليل ما حدث هذه المرة أمام اليمن والسعودية... ولا ندري عن الآلية التي نحدد بها مبارياتنا الودية وهو ما يسري أيضا على المنتخب الأول على رغم أن هذه المباريات ليست امام منتخبات أوروبية او عالمية تحتاج إلى مبالغ كبيرة!
وثمة سؤال مهم... ماذا نريد من المنتخب الأولمبي والهدف منه، والإجابة المطلوبة هنا ليست بلغة الدبلوماسية في تشكيل فريق للمستقبل ورافد للمنتخب الأول؛ لأن هذه الرؤية يجب أن تكون لها معطيات واضحة أمام الجميع من جهاز إداري وفني ولاعبين وحتى الإعلام والشارع الرياضي، كما أن هذه الرؤية المستقبلية يجب ألا تكون بعيده من حسابات النتائج الايجابية والمستويات المشرفة في المباريات؛ لكي تعطيها ثقة وقوة دفع بدلا من حال التذبذب أمام فرق لا تفوقنا بالكثير ونخسر امامها بالأربعة، لدرجة أن شباكنا اهتزت 9 مرات في 3 مباريات وهذا يكشف لنا سلبيات ومشكلة فنية.
لست مع من يحكم على المنتخب بمشاهدته في يوم المباراة فقط فيريد منه الأداء المتميز والانتصارات، لأنه يجب معرفة الظروف المحيطة بالمنتخب ليكون الحكم منطقيا.
ومنتخبنا مظلوم حتى من جمهوره عندما يلعب على أرضه فيظهر أشبه بـ «اليتيم»، وأذكر هنا ما رده أحد مسئولي اتحاد الكرة قبل مباراة منتخبنا وقطر التي أقيمت في البحرين عن الخطوات التي سيقوم بها الاتحاد لتحضير الجماهير لمساندة المنتخب فكان الرد باردا بالقول ماذا نفعل فمن يريد الحضور إلى الملعب فليأتي؟!
تذكرت هذا الرد خلال مباراتنا أمام قطر في الدوحة، إذ أعلن الاتحاد القطري حال استنفار قبل أسبوع من المباراة وحرك معه وسائل الإعلام والجماهير على رغم حال الغضب والاستياء من خسارة العنابي أمام البحرين 2/4 ذهابا، لتكون الجماهير القطرية حاضرة بقوة وتتقدمها شخصيات رياضية قطرية كبيرة والأسطورة العالمية بيليه فصنعوا ملحمة الفوز.
وفي ظل عدم الاهتمام المحلي اقترح على اتحاد الكرة إقامة المباراة الأخيرة لمنتخبنا أمام الكويت في هذه التصفيات على استاد نادي المحرق لكي «يبين» فيه الحضور الجماهير المتواضع الذي يساند المنتخب!
وبعيدا من المؤشرات السلبية أقولها ان منتخبنا «المظلوم» ليس فقيرا باللاعبين والمواهب القابلة للتطور مستقبلا شريطة توافر الظروف المناسبة، ونحن ندرك صعوبة اختيار لاعبين ذوي مواصفات جيدة وبأعمار أولمبية في بلد صغير ودوري متواضع مثل البحرين، وهو ما يضطر المدرب كريسو إلى الاعتماد على المجموعة الحالية من اللاعبين المحتاجين إلى الثقة والإعداد والاحتكاك، فهل يجد «اليتيم» من يكفله؟!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1689 - السبت 21 أبريل 2007م الموافق 03 ربيع الثاني 1428هـ