ربما يستغرب القارئ لماذا اخترت رقم هاتف عنوانا لمقال اليوم... والسبب في ذلك هو أن صاحب هذا الرقم واحدا من الذين يرسلون رسائل إلى الآخرين يشتم ويطعن في الأعراض بل ويتعدى بلغة بذيئة لا تتناسب مع أخلاق البحرينيين.
منذ فترة والرسائل النصية البذيئة تنتشر على شبكة الهاتف النقال، بعضها يتحدث عن قضايا سياسية، والبعض الآخر يتعدى على الأعراض، والسؤال هو: من يمتلك هذه الهواتف النقالة؟ وكيف تفسح المجال شركات الهاتف لبعض مستخدميها بأن يعتدوا على أعراض الناس ويشوهوا سمعة البحرين وسمعة شركات الهاتف؟
ثورة الاتصالات نقلت الخير والشر في آنٍ واحد إلى كل مكان، لكن مع الأسف فإن شرور هذه الثورة تغلب على خيرها عندما نقارن الاستخدام الشعبي في بلد مثل البحرين.
ففي بلدان أخرى نجد الجميع، بمن في ذلك العجائز، يستخدمون شبكة الإنترنت والهواتف النقالة من أجل أداء مهماتهم اليومية. وفي إفريقيا - على سبيل المثال - تستخدم وسائل الاتصالات الحديثة للإبلاغ عن الأمراض وكيفية معالجتها بطرق متوافرة للجميع.
أما في البحرين فإننا نجد أن الإمكانات المتوافرة تستخدم لبث كل ما يفرق ما بين الناس، فالإشاعة هي سيدة الموقف، وأصبح الشباب في مهب الريح، وهناك أناس متلبسون، ولربما مغرر بهم، ينخرطون ضمن هذه التوجهات التي لا تنفعهم ولا تنفع الوطن في شيء.
لا مانع من أن تستخدم وسائل الاتصالات في نشر الأخبار والانتقادات - حتى لو كانت حادة - ولكن الغريب أن البعض يبلغ به المستوى في أن يشتم ويطعن في أعراض الناس... وكمثالٍ على ذلك، صاحب الرقم 39237130 الذي لا يتوانى عن استخدام كل الكلمات البذيئة التي لا تليق إلا بأمثال صاحبه، إذ يستغرب المرء كيف أنها تنتشر في بلادنا بتلك الصورة!
إن مسئولية الكشف عن أصحاب الرسائل النصية التي تشتم الأعراض تقع على الجهات المسئولة، فهناك من يختبئ خلف هاتف «سمسم»، أو شبكة الإنترنت، ولكن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا بعيدين عن إرادة المجتمع، إذا أراد المجتمع أن يقف في وجه هؤلاء.
لذلك، إذا كان لبعض من يرسل رسائل طعن في الأعراض هدف سياسي، فإننا نعرف أن تحقيق الأهداف يتطلب استخدام الأساليب النبيلة التي يجب أن تبتعد عن البذاءة وعن كل ما يتنافى مع الأخلاق.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1689 - السبت 21 أبريل 2007م الموافق 03 ربيع الثاني 1428هـ