الإعلان عن بدء الاكتتاب في أسهم شركة عقارات السيف في 26 أبريل/ نيسان (ويستمر الاكتتاب حتى 10 مايو/ أيار المقبل) يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، وخصوصا أن وزارة المالية ستفسح المجال للمواطنين لشراء الأسهم بأسعار مخفضة وتقل بنسبة 12 في المئة عن السعر المتاح للمؤسسات والمستثمرين الأجانب، كما وسيفسح المجال للمواطنين بتسديد قيمة أسهمهم على دفعتين، الأولى 50 في المئة بعد الموافقة على طلب شراء الأسهم، و50 في المئة من قيمة الأسهم المخصصة لهم بعد 12 شهرا من الاكتتاب.

بحسب القوانين الخليجية، لا يمكن للوزارة أن تطرح الأسهم فقط للبحرينيين، ذلك لأن اشتراطات مجلس التعاون تفرض أن يطرح السهم لجميع الخليجيين... وعليه، فقد أفسحت الوزارة الشراء لغير البحرينيين، ولكن تم تفضيل البحرينيين بحيث يمكنهم الشراء بأقل من السعر، ويمكن للمواطن شراء الى سقف 50 ألف سهم (تتراوح أسعار الأسهم بين 110 فلوس لطرح الأفراد و125 فلسا لطرح المؤسسات). الحكومة حاليا تملك 48 في المئة، وهي ستطرح كامل حصتها للاكتتاب، وبذلك تخرج من الملكية بعد أن تشجع المواطنين على شراء أسهم.

شركة عقارات السيف لديها أراضٍ ومجمع السيف ومجمع مدينة عيسى وشقق مفروشة، وعندما أسست الحكومة هذه الشركة في العام 1999 لم تكن تتوقع هذا النجاح، ذلك لأن تأسيس المجمع آنذاك كان الهدف منه التعكير على مجمع العالي الذي كان قد بدأ تأسيسه، واعتبر تأسيس مجمع السيف واحدا من الأمثلة لتدخل الحكومة في الاقتصاد ومنافسة القطاع الخاص.

اختلف الوضع الآن، والتوجه الاستراتيجي الاقتصادي الحالي يتجه نحو تنشيط القطاع الخاص، ولذلك فإن شركة «ممتلكات» التي يرأسها وزير المالية وتمتلك الأسهم الحكومية في الشركات، خطت هذه الخطوة الجريئة لبيع كامل أسهم الحكومة على القطاع الخاص... ولكي تضمن مشاركة المواطنين في أحد المشروعات الناجحة اقتصاديا، حرصت على تخصيص نصف تلك الأسهم بسعر مخفض (وعلى قسطين) لمن يود شراء أسهم من المواطنين.

لقد ارتبط التسوق في مجمع السيف بحياة الناس من المواطنين والزائرين، ويعتبر المجمع أحد المعالم المهمة في البحرين، وفي ظل الطفرة الاقتصادية الحالية فإن هناك قطاعين ينموان بشكل متسارع، وهما قطاع العقارات وقطاع البيع بالتجزئة (مجمعات التسوق)، وهما القطاعان اللذان تتخصص فيهما شركة عقارات السيف.

الهدف من طرح الأسهم حدده وكيل وزارة المالية الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة وهو «استقطاب المواطن البحريني ليكون شريكا معنا في النجاح الذي تحققه عقارات السيف». خطوة إلى الأمام ونأمل في المزيد من هذه المبادرات.