العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ

حضرة النائب... آسف لإقلاق منام سعادتك!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

مازلنا نعالج تصريح سفير البحرين في واشنطن ناصر البلوشي لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية المنشور في الثاني من الشهر الجاري، والذي قال فيه: «إنه يأمل في أن تتمكن البحرين قريبا من فتح الحدود وتبادل التجارة مع (إسرائيل)». و «أن اليهود كانوا ذات يوم منتشرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويجب أن يعود ذلك العهد مرة أخرى». وكان السفير قد أدلى بهذا التصريح أثناء احتفال أقامته المنظمات الصهيونية في أميركا بمناسبة عيد الفصح، والعيد يحكي قصة خروج اليهود من مصر.

اليوم، أرى أن الواجب يتعدى البراءة من السلوك السياسي لسفيرنا في واشنطن، لنلقي باللائمة على ممثلي الشعب، فصمتهم (النواب) وبياتهم الذي قارب الشهر منذ نشر خبر استقبال اللجنة اليهودية الأميركية بقصر القضيبية بالمنامة، ومن بعده حديث وزير الخارجية وأخيرا تصريح السفير البحريني في واشنطن. يؤكد كل ذلك أن هذا البيات سيستمر إلى ما لا نهاية. إذ النواب لا يهتمون بما ينشر في الصحف إلا ما كان متضمنا بياناتهم وصورهم التي يتفننون في إرسالها ومتابعة نشرها! ساعة هذا النائب واقفا أمام الكاميرا ببشته، وأخرى مزمجرا صارخا في وجه أحدهم، وغيرها مجتمعا اجتماعات شكلانية ليست ذات تأثير على مجرى الأمور وأرض الواقع... وهكذا فمتابعتهم محصورة بصورهم وبياناتهم فقط! وكأن الناس انتخبوهم لإصدار البيانات وللتفرج على صورهم في الصحف والمجلات!

الناس لم ينتخبوا النواب، إن كانوا انتخبوهم، من أجل عقد اللقاءات المتعددة، ونشر البيانات والصور. إذ وظيفة النائب التشريع والرقابة. التشريع يكون من خلال المجلس وليس من خلال الصحف، والرقابة تكون من خلال استخدام الأدوات الدستورية ومواد اللائحة الداخلية، وليس في نشر البيانات مدعمة بالصور البهلوانية النيابية!

صمت النواب هو صمت لا يطاق، فانحراف وانفراد الخارجية البحرينية بسياسات غير مناسبة بشأن إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومخالفتها لأبسط المبادئ التي احتكم لها الشعب البحريني والتي وردت في ميثاق العمل الوطني، وخصوصا تلك المتعلقة بالأمة العربية والثوابت والمبادئ الإسلامية... يوجب علينا قرع أبوابهم للمرة العاشرة وتعليق أمر إقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني ومن ثم التطبيع معه، في رقبة نواب الجمعيات الإسلامية بشقيها (السني والشيعي)، وطرفيها (معارضة وموالاة). إذ مسألة العلاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني هي مسألة صراع كياني للأمة وممانعتها للمشروعات الأميركية المتصهينة.

العذر الذي أقدمه لإقلاق منام أصحاب السعادة النواب، وهو الاعتذار إلى ربي يوم الحشر، واعتذار إلى قلمي يوم ترفع الأقلام وتجف الأحبار وتطوى الصحف. وهو معذرة أقدمها إلى قراء هذا العمود، ولكي لا يقول أحد إننا في «الوسط»، أو في «وجها لوجه» سكتنا أو تهاونا عن مسألة جوهرية، ومحطة مفصلية من تاريخ البحرين.

هذا المقال وغيره من مقالات نُشرت في الأيام السابقة في هذا العمود، أجدني مضطرا لإعادة التذكير بها إبراء للذمة وإقامة للحجة، وهي مؤرخة على النحو الآتي: 18 - 16 - 1 من الشهر الجاري ( ابريل/ نيسان)، 26 - 19 - 17 من الشهر الماضي (مارس/ آذار ). هذا بيان إلى السادة النواب ومعلقا برقبتهم بصفتهم التمثيلية للشعب البحريني، من خلال الواجب التشريعي والرقابي المنوط بهم القيام به... اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً