على رغم أن إيران لعبت دورا ايجابيا في العملية الدولية لإقامة حكومة معتدلة في أفغانستان عقب سقوط نظام «طالبان» العام 2001 ولعبت أيضا جهودا مقدرة بشهادة الأمم المتحدة في مكافحة تجارة المخدرات التي نشطت في أفغانستان والمنطقة فإن الإدارة الأميركية تنكرت لكل هذا واتهمت بشكل مباشر أخيرا طهران بتسليح «طالبان». يأتي هذا في إطار الحرب الإعلامية ضد إيران لوقف البرنامج النووي.
ولاشك أن مثل هذه الاتهامات ستكون لها عواقب وخيمة على الجهود الرامية إلى إيجاد حلول لـ «الورطات» الغربية في العراق وأفغانستان.
وفي إطار هذه الفبركات زعمت صحيفة «نيويورك تايمز» استنادا إلى تقرير سري للأمم المتحدة أن السودان استخدم طائرات رسم عليها شعار الأمم المتحدة للقيام بعمليات قصف في دارفور، وأنها انتهكت أيضا القرارات الدولية بنقل أسلحة إقليمها الغربي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف تم تسريب تقرير سري للمنظمة الدولية إلى صحيفة أميركية، بحيث لم يتأخر رد الفعل إذ هدد الرئيس جورج بوش السودان بأن لديه فرصة أخيرة لقبول قوات أجنبية في دارفور وإلا ستفرض عليه عقوبات. يأتي هذا في وقت لم يجف فيه حبر اتفاق تعاون أبدته الخرطوم بنشر قوات أجنبية.
إن الأمم المتحدة يجب أن «تخجل» من دورها المشبوه في أزمات السودان. فقد كانت منظماتها تنقل المتمردين السابقين في الجنوب من معسكراتهم وظلت تفبرك تقارير عن ممارسة العرب للرق ،فكيف تنكر الآن على حكومة ذات سيادة نقل أسلحة داخل أراضيها لمواجهة متمردين انتهكوا حقوق الإنسان بكل المعايير.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ