أعلنت غوغل يوم الخميس الماضي عن ارتفاع أرباحها الفصلية بنسبة 69 في المئة، متجاوزة توقعات المحللين بفضل زيادة حصتها من سوق محركات البحث على شبكة الانترنت. وزاد صافي الربح إلى مليار دولار، أو 3.18 دولارات للسهم، من 592 مليون دولار أو 1.95 دولار للسهم في الفترة نفسها من العام الماضي. وباستبعاد نفقات خيارات الأسهم يكون الربح 3.68 دولارات للسهم مقابل 2.29 دولار قبل عام. وصعد اجمالي الإيرادات 63 في المئة إلى 3.66 مليارات دولار.
ووفقا لمسح أجرته «رويترز» كانت «وول ستريت» تتوقع في المتوسط ربحا صافيا قدره 2.91 دولار للسهم يرتفع إلى 3.31 دولارات للسهم باستبعاد خيارات الأسهم والبنود الاستثنائية. وكان متوسط التوقعات لإيرادات قدرها 3.57 مليارات دولار.
وكانت أسهم الشركة متراجعة إلى 4.36 دولارات قبل صدور النتائج وأغلقت عند 471.65 دولارا في بورصة ناسداك. وبعد اذاعة الأرقام قفز السهم 2.8 في المئة في معاملات ما بعد الاغلاق. وارتفعت قيمة أسهم غوغل في الأسواق المالية أخيرا بعد توقيعها اتفاقا قيمته 3.1 مليارات دولار مع شبكة «دبل كليك» للدعاية على الشبكة العالمية. وهذه هي أكبر صفقة توقعها غوغل في تاريخها حتى الآن.
وبلغت أرباح غوغل بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2006 733 مليون دولار، وهو ارتفاع بنسبة 92 في المئة مقارنة مع الـ381 مليون دولار التي حققتها في الفترة نفسها من العام السابق.
وبالنسبة لمداخيل الشركة عموما، فقد ارتفعت بـ7 في المئة هذا العام لتبلغ 2.7 مليار دولار، خصوصا بفضل الأرباح التي تدرها عليها الإعلانات التجارية. وجاء إعلان الشركة بعدما اشترت موقع «يوتيوب» لتبادل مستندات الفيديو.
وقال المدير التنفيذي لغوغل إريك شميت: «أرباحنا في الفترة الأخيرة دليل على قوة شبكتنا من أصحاب الإعلانات والشركاء، وعلى اهتمامنا المتزايد بالمستخدمين».
وتجاوزت نتائج غوغل التوقعات المالية، اذ قال المحلل تيم بويد ان أصحاب الشركة «ما زالوا يحققون النجاح تلو الآخر. لكن يبقى السؤال : مذا سيفعلون بـ «يوتيوب» ومتى سيظهر تأثير الصفقة».
لم تأت أرباح غوغل بشكل إعتباطي، فللشركة سجل حافل بالمبادرات ذات المردود الإيجابي على الخدمات التي توفرها ومن ثم على الأرباح التي تحققها لمالكي أسهمها. .ففي أكتوبر/تشرين الأول 2004 ، أطلقت غوغل نسخة أولية من برنامج يتم تحميله على جهاز الكمبيوتر الشخصي للبحث في ملفات القرص الصلب فضلا عن البحث على الإنترنت.
وحينها قالت مديرة قسم منتجات المستهلك بغوغل ماريسا ماير: «نعتقد أن هذا البرنامج سيكون بمثابة ذاكرة فوتوغرافية للكمبيوتر. وسيكون البحث شاملا. إذا كنت تعتقد أنك رأيت أي شيء على الكمبيوتر الخاص بك ذات مرة فإن بإمكانك الآن أن تعثر عليه سريعا».
يذكر أن مجال البحث أصبح الآن ساحة للتنافس والربح تقوده غوغل ولا سيما عقب إطلاقها برنامجها الأخير والذي يهدف إلى جعل غوغل أكثر قربا من ملايين المستخدمين.
ويمكن تحميل البرنامج مجانا من على شبكة الإنترنت، اذ يقوم بالبحث في البريد الإلكتروني التابع لبرنامج مايكروسوفت، وملفات الوورد والإكسل والباور بوينت. وأشارت الشركة حينها إلى إن هذا البرنامج يعتمد على محرك البحث على الإنترنت.
وبسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية والتي أثيرت بشأن موضوع البريد الإلكتروني لغوغل، سعت الشركة للتأكيد على أنها لن تتمكن من تصفح أجهزة الكمبيوتر الشخصي للمستخدمين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، أطلقت غوغل موقعا جديدا للبحث العلمي على شبكة الإنترنت بهدف تسهيل وصول العامة إلى المواد العلمية والأكاديمية. وتسمح الأداة الجديدة المسماة «غوغل سكولار» بالبحث باستخدام كلمات دالة في الأبحاث والأطروحات العلمية والتقارير الفنية ومواقع الجامعات والكتب. وتتوزع هذه الخدمة المجانية على مجالات الطب والفيزياء إلى علوم الاقتصاد والحاسب الآلي.
ويتم ترتيب نتائج البحث تبعا لعلاقتها بالكلمة التي يتم البحث بواسطتها، وكذلك تبعا لعدد المرات التي وردت بها اقتباسات لنتائج البحث من قبل باحثين آخرين، بدلا من ترتيب النتائج وفقا لعدد المرات التي تم الدخول فيها على هذه المواقع وهو المقياس المستخدم عادة في مواقع البحث الأخرى.
وأدى ذلك المشروع إلى تطوير شكل متقدم من أشكال التعاون بين ناشرين أكاديميين وعلميين وفنيين لتحسين فهرسة المواد التي يقتصر الاطلاع عليها على المشتركين.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ