العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ

متخرعون بكيمرات تلفوناتهم ؟!

لم أرَ في حياتي أو على الأقل منذ اختراع تلفونات «أم كيمرة» الى الحين بأبيخ من موقف صار يتكرر كثيرا وهو تصوير ما لا يصح تصويره ألبتة، لم أقصد في هذا الصدد أعراض الناس أو اللقطات الإباحية فهذا شيء مفروغ منه رغم وجوده هو الآخر وبكثافة، ولكن أن تكون في مراسم دفن أحد المتوفين في المقبرة وترى أخانا يسلط كاميرة تلفونه صوب الميت ليصوره كيف يُغسّل وكيف يُحمل على الاكتاف وكيف يصيح أهله ومحبوه وكيف هو يوارى الثرى ... فوالله هذا قمة قلّة الأدب والذوق!

فماالفائدة التي سيجنيها من تصويره لتلك اللقطات؟ وماالفائدة أيضا من توزيع هذه اللقطات فيما بعد بالبلوتوث أو عبر الإنترنت من خلال المنتديات أو المجموعات البريدية؟ فهل هناك سبق مثلا أو تميّز أو شيء ما يتفوت حتى تبادر بهذه الممارسة القليلة الأدب والذوق!

هي عادة أصبحت منتشرة بين الكثيرين وليس المراهقين فحسب، بل تعدّتهم الى مَنْ هم أكبر منهم والذين يُفترض فيهم القدوة ليصابوا هم أيضا بهذه اللوثة الغبيّة أيضا.

غريب أمر هذه الثلة من الناس التي تزدحم على قبر المتوفي ابتداء من وضعه في لحده الى حين إهالة التراب عليه ليقوموا بتصوير فيلم وثائقي مُفصّل بكل ما يجري من أحداث ومواقف، في حين أنهم يتوجب عليهم المشاركة في المراسم أو الابتعاد عن المكان ؛ ليعطوا آخرين الفرصة وكسب الأجر والثواب.

لنبادر جميعا الى توقيف هؤلاء المرضى أو المتخرعين بالتكنولوجيا و»إللي فتّحوا وشافوا الديج»، أو هم من يهوون ممارسة هواية التصوير بتلفوناتهم ليمارسوها بأدب وكياسة بما تقتضيه أذواق الناس واحترامهم وحفظ لكرامة الناس وذويهم في أماكن وأوقات مناسبة؛ لنوقفهم عند حدّهم ولنعلّمهم الوقت الصحيح في استخدام التكنولوجيا، لنبادر الى تثقيف المتخلفين منهم بأدب حضور المراسم العزائية مثلا فهي مراسم مواساة لأهل الفقيد وليست مواسم تشفي وأخذ لقطات نادرة وممارسة هوايات خاصة!

العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً