الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل، ينفي منك شعور الكبرياء، وينفي من قلب أخيك الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، أو إساءة الظن بك، حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ.
ومع أن الاعتذار بهذا المعنى حسن، فالأحسن منه أن تحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرا للاعتذار، فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله (ص) لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: «... ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا».
ما جعلني أكتب في هذا الموضوع، هي كلمات لاتزال ترن في أذني سمعتها من أول يوم دخلت في مجال الصحافة وقررت أن أكون صحافية، الكلمات جاءت على لسان مدير التحرير بصحيفتنا «الوسط» وليد نويهض، صاحب الباع الطويل في مجال الصحافة، إذ كان يردد دائما، بأن «الاعتذار من القارئ هو جزء من الاحترام له».
إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية مكونة من ثلاث نقاط أساسية: أن تشعر بالندم عما صدر منك... أن تتحمل المسئولية... وأن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع... لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل «أنا آسف ولكن...» وتبدأ بعرض الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماما بأنه خاطئ.
وأنا بدوري استغل هذه الفرصة لأعتذر لقراء «ألوان الوسط» والمنتج البحريني ممدوح الصالح عن خطأ ورد في تقرير نشر في العدد السابق، ذكر فيه الصالح هو «مدير إنتاج «مسلسل»عيون من زجاج، بينما هو «منتج المسلسل».
كلمة أخيرة إن كنت من يتلقى الاعتذار وشعرت بصدق المعتذر اقبل الاعتذار... فمن مهارات الاتصال الاجتماعي أيضا تقبل الاعتذار بنفس طيبة... أي لا تحطم هذه اللحظات الصادقة بتذكير المعتذر بخطئه.
إن احتواء هذه اللحظات الصادقة والبناء عليها مهم جدا لأنه مهما كان الفرد منا ذكيا، مثقفا، أو مبدعا في مجال عمله... إن لم يكن يمتلك مهارات الاتصال الاجتماعية خصوصا مهارات تقديم وتقبل الاعتذار سيخسر الكثير من هذه العلاقات. نصيحة أخيرة «من يريد أن يعيش مع الناس يرتقي بهم لا عليهم فليتعلم فن الاعتذار».
العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ