ما حدث أمس الأول في بغداد من انفجارات مروعة هزت نواحيها وتردد صداها في أقصاها وفي أدناها، حتى انقشعت سحب الدخان الكثيفة عن جثث متفحمة بريئة لم يدر بخلدها أن تكون ضحية عمل إرهابي لا يردع المقدمَ عليه دينٌ أو مبدأ، ولا انتماءٌ إلى تراب العراق العريق.
ورقم الضحايا الذي لم يقف عند العشرات بل بلغ المئات من القتلى والجرحى، في وقت تقف دول العالم - وخصوصا الإسلامية منها والعربية - متفرجة على ما يجري هناك، وتشغل نفسها وترهق شعوبها بتوزيع التهم بين بعضها بعضا.
ومن المحزن أن تغض تلك الدول والماسكون بزمام أمورها الطرفَ عما يحدث، وتمر ذلك الحادث مرور الكرام كسوابقه من المذابح والمجازر على مسامعها ووسائل إعلامها.
ولكن حينما يقع حادث في دول الضباب - لا تعادل معشار ما يحدث في العراق - تهب تلك الدول للفزعة والصيحة وإبداء الأسى في أسلوب متملق ومنافق.
أما الأكثر إيلاما - لمن ينبض قلبه بالحياة - أن تنبري بعض الأقلام للدفاع عن تلك الجهات المتفاخرة بالقيام بتلك المذابح، بل تتعامل مع مثل هذه الحوادث من منطلق طائفي بغيض لا يمت للدين بصلة.
فليكن منطلقنا أن صاحب الروح المزهوقة ظلما - أيا كانت هويته - مسلمٌ... سواءٌ أكان شيعيا أم سنيا أم مسيحيا أم يهوديا أم هندوسيا... أيا يكن، لابد أن يكون لنا موقف استنكاري وشاجب ومتبرئ من الفاعل ومتعاطف مع المُعتَدى عليه، نابع من قلوب تشعر بالحزن والأسى الحقيقيين غير ناتج من استحياء ومجاملة.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ