العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ

الزواج من غير البحرينية وتداعياته على المجتمع البحريني

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

يذكر أن هناك عددا كبيرا من الشباب في الوقت الراهن يتجه إلى الزواج من غير البحرينيات طلبا للرخص، لا لأن البحرينيات لا يرقن لهم ، خصوصا مع ارتفاع البطالة وحالات الفقر لدى شريحة الشباب خصوصا ومع موجة الغلاء، فإنهم في الغالب يسافرون ويجلبون معهم زوجات تكون أرخص لهم بكثير من البحرينية التي تكلفهم الشيء الفلاني من مهر وشبكة وحفلة زواج وتأثيث وغيرها من أمور لا يستطع الشاب توفيرها ، خصوصا أن هناك وتيرة متزايدة من الطلبات التي تطلبها بنات اليوم ففي السابق كانت حفلات الزواج تتم في الغالب في المأتم وبأسعار رمزية، حاليا في صالات مجهزة وبأسعار خيالية تتحدى قدرات الشباب.

مشروعات الزواج التي تتم بشكل شخصي وبقرار فردي تكون عادة بشكل غير مدروس وهم عادة غير مهتمين بتداعيات ذلك مستقبلا سواء على صعيدهم الشخصي أو على المجتمع البحريني الذين سيعيشون فيه، وأثر ذلك التحرك إذا ما أخذ يتكرر على وضع البنات اللاتي هن في سن الزواج مع تزايد أعداد العنوسة في البحرين بحيث لا يكاد يخلو بيت من وجود عانس على الأقل وفي بعض الأحيان تصل العنوسة إلى 100 في المئة ، في بعض العوائل خصوصا مع الاشتراطات والطلبات غير المعقولة من قبلهم، أو إذا كان مستوى جمالهن متدنيا أو غير عاملات، وتزايد رغبة الشاب في الزواج من قبل العاملات لمساعدته في شئون الحياة.

تلك كانت معطيات واضحة وتستحق الوقوف عليها ومعالجتها لكي نضع النقاط على الحروف من جهة ومحاولة التوعية بشأنها من جهة أخرى: مسألة الزواج من غير البحرينيات صحيح سيكون أرخص للشاب إذا فكرنا فيه تفكير اللحظة ولكن لو فكرنا في المسألة وأبعادها مستقبلا لوجدناه أغلى بكثير من الزواج ببحرينية إذ إن غير البحرينية تحتاج وأظن أن ذلك حق من حقوقها بالسفر سنويا إلى أهلها وبالتالي تذاكر سفر وهدايا لأهلها ومصاريف إقامة، ومستقبلا تزيد النفقات لا تقل مع وجود الأبناء. الأمر الآخر أن البحرينية لا تكون دائما بحاجة إلى وجود شغالة لكونها تعتمد في الكثير من الأحيان على أهلها القريبين منها والمعينين لها، ولكن في حال غير البحرينية تضطر على الأرجح إلى الاستعانة بالشغالة لكونها بعيدة عن أهلها، وتداعيات ذلك خطيرة جدا على تربية النشء أولا والمشكلات التي تترتب على عدم وجودها فمازلنا إلى الآن لم ننس الثلاث شمعات والتي ودعتهم البحرين جراء الحادث المركب في التعقيد من فقر وبطالة تعاني منه الأسرة وسوء تخطيط الطرق من قبل الجهات الرسمية، النقطة التي أريد التركيز عليها هنا في المقال أن الزوجة كانت غير بحريينة وخروجها إلى العمل اضطرها إلى ترك طفلاتها الثلاث لوحدهن في البيت على رغم انقطاع التيار الكهربائي وخطورة استخدام الشمعة بالنسبة للكبار فضلا عن الصغار، لكون أهلها بعيدين عنها، وصعوبة الاعتماد على أهل الزوج في مسألة كهذه ولو كانت بحرينية لما اضطرت إلى ذلك نظرا لخصوصية المجتمع البحريني، نحن في البحرين نادرا ما تحدث لنا حوادث من هذا النوع لكوننا نعتمد على بعضنا بعضا حال الخروج إلى الخارج بما فيهم الجيران.

على الذين يتجهون للزواج من غير البحرينيات أن يضعوا كل شيء نصب أعينهم لا يفكروا تفكير اللحظة، كما أن عليهم أن ينظروا إلى المستقبل البعيد نظرة واسعة، ولو أنه كل واحد على رغم خصوصية المسألة وبالتالي لا يمكن أن نحجر على أحد، ولكن ما يدعونا إلى الحديث عن ذلك كوننا جميعا في مركب واحد فتركيبة المجتمع البحريني لا تحتمل مخاطرات أخرى بعد موجات التجنيس التي تحصل من دون توقف فهويته مهددة بالضياع في ظل وجود تارة برغبات فردية من هذا النوع، وأخرى برغبات فوقية ترغب في إعادة صوغ المجتمع البحريني لأغراض سياسية، ولنا أن نفكر قليلا في بعض الرغبات ومدى تداعياته كأن نتخيل أن أحدهم سيتزوج من فلبينية وآخر من هندية وثالث من سورية ورابع من عراقية وخامس من مصرية وسادس تايلندية وآخر من إيرانية مع احترمي الكبير لكل تلك الجنسيات فقط من أجل توضيح المعنى فإن هناك الكثير من الأعراف والعادات والتقاليد وكذلك اللغات واللهجات طبعا إلى جانب البعد الديني، والعقيدة التي تعتنقها الزوجة ومن ثم الأبناء، ستنصهر مع بعضها بعضا خصوصا أننا نعرف أن الأم من تربي الأبناء وليس الأب لانشغاله الدائم وبقائه خارج البيت لفترات طويلة، صحيح أن في الحالات جميعها يبقى الأب بحرينيا ولكن الأم غير كذلك فبقاء الطفل سيكون في الغالب مع الأم وسيتعلم منها ما لم يتعلمه من والده. كذلك اللغة التي سيكتسبها الطفل من الأم تكون غير نقية وبالتالي صعوبات جمة ولاسيما عند دخوله للمدرسة حيث في الغالب يتأثر مستواه التحصيلي، فالطفل في النهاية ضحية ظروف مجتمعية تعرض له الأب أولا وعليه أن يتقاسم همومها المجتمع بأسره مستقبلا.

كما أن فتح الباب على مصراعيه بهذه الطريقة يعني مزيدا من العنوسة، سابقا كانت البنت تدخل قفص العنوسة إذا ما دخلت سن الـ 35 أما حاليا فإن سن العنوسة أنخفض كثيرا وما أن تصل البنت إلى سن الـ 25 الا واعتبرت نفسها عانسا، لأن الشباب حتى الذي هو في العقد الثالث أو الرابع فإنه يفضلها بحيث لا تتجاوز الـ 25، وبالتالي مزيد من ارتفاع نسبة المتزوجات من غير البحرينية يعني القضية نفسها ستنسحب ربما «مجبر أخاك لا بطل» لا لكونهم يرغبون في الزواج من سعودي أو إماراتي أو حتى باكستاني ولكن الظروف الاجتماعية ربما تحتم عليهم الانصياع لأمر كهذا خصوصا إذا ما علمنا بأن هناك الكثير من العوائل الفقيرة التي تضطر لتزويج بناتها من أجل الخلاص من الصرف عليهن نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية أيضا، كما أن البعض يرغب في تزويج بناتها قبل انقضاء العمر والأعمار بيد الله سبحانه والمثل يقول «ظل راجل ولا ظل حيطة»، التحرك هذا يقودنا إلى مشكلة أكبر وهي قائمة حاليا خصوصا أن البحرينية لا يمكن إعطاء أبنائها الجنسية إذا ما تزوجت من أجنبي، المشكلة مفتوحة ومع ذلك هناك أعداد متزايدة وربما إذا حلت فإن الأعداد ستتجه إلى التصاعد خصوصا مع رغبة البحريني في الزواج من غير البحرينية، وبالتالي تحديات أكبر أمام الخصوصية المجتمعية للمجتمع البحريني، ومن خلال الأفراد ليس فقط من قبل الرغبات الحكومية.

وعلى المجتمع البحريني السلام لأننا لا يمكن نعته بهذا الاسم مستقبلا.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:08 م

      .....

      بالنسبه الى شعب البحرين شعب قنوع و متواضع واتواقع بناتهم من النوع اللي يريد الستر بعكس الاجنبيات. ......

اقرأ ايضاً