العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ

الخروج من الطرق المسدودة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ما حدث خلال أيام الفورمولا من تحريض على الخروج في عدد من المناطق الآهلة بالسكان... وردود الأفعال من قبل قوات الأمن، وما صاحب ذلك من خطابات سياسية (معارضة ورسمية) يوضح أن الطرق أصبحت مسدودة بالنسبة إلى عدة أطراف.

الطريق مسدود بالنسبة إلى مَنْ يرفع شعارات ويستخدم خطابا أشد من خطاب التسعينات من القرن الماضي، ولا سبيل للداعين إلى مثل هذه الأجندة الراديكالية سوى الاستمرار في تحركات «استنزافية»، ربما يأملون من خلالها في أن تشتد الظروف قساوة، وبالتالي يثبت ما يقولونه عن «زيف الإصلاحات» وعن سيطرة «لوبي» يعمل خارج إطار القانون ولكنه يتحكّم في مفاصل الدولة ويوجّه كل شيء لتنفيذ مخطط رهيب ضد فئات محددة من الشعب. المشكلة أن دعاة هذا الطرح يوجهون الأنشطة لتحقيق ما يقولون إنه سيتحقق على أيدي غيرهم... بمعنى، أصبح المعارض للمخطط (إن كان موجودا) هو المنجز لذلك المخطط؛ لأنه يجر الساحة ويستنزف الجهات الرسمية لكي تتحرك في اتجاه تكون نتيجته استهداف فئات محددة من المجتمع.

الطريق مسدود من الجانب الرسمي الذي يحاول تجاهل ما يطرحه الآخرون بشأن عدة أمور تبدو كأنها تسير ضمن مخطط استهدافي... وهذا الصمت و(التسكيت) يعطي الفرصة لتثبيت صور نمطية لا يعلم أحد مدى وحجم صحتها.

للخروج من هذه الطرق المسدودة، فإن علينا أن نعاود التأكيد على عدة مبادئ ، أهمها التأكيد على سلمية المعارضة والنشاط السياسي وإبعاد الساحة عن التشنج ومنعها من الانجراف نحو المجهول. وفي هذا المجال، فإن على المعارضة التي تعتبر نفسها موجودة ولها ثقل أن تثبت قدرتها على الإمساك بالشارع.

في المقابل، فإن على الجهات الرسمية أن تفسح المجال للمعارضة السلمية لأن تحقق عددا من المطالب التي تحتاج إلى رؤية صافية وقلب كبير يتحمل انتصار المعارضة السلمية. فالمشكلة الجارية حاليا هي أن المعارضة الراديكالية تريد أن تثبت للمجتمع أن مَنْ انتهج العمل السياسي السلمي فشل ويفشل في تحقيق أي من المطالب المطروحة على الساحة، وأن هذه المعارضة التي فازت في الانتخابات هي ذاتها التي عجزت عن منع الشارع من الانجراف نحو المصادمة... وبالتالي فإن صدقيتها تسقط لدى المجتمع؛ لأنها لم تحقق شيئا يذكر، وتسقط لدى الدولة ؛لأنها تعجز عن منع انجراف الأمور نحو العنف.

الخروج من الطرق المسدودة يحتاج إلى إرادة قوية ورؤية متماسكة من الأطراف المعنية، ويحتاج إلى إنجازات عملية عبر الوسائل السلمية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً