العدد 1685 - الثلثاء 17 أبريل 2007م الموافق 29 ربيع الاول 1428هـ

الشغب يطل بوجهه الجديد

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أعادت لنا صور المشاهد المخجلة والأليمة التي شاهدنها جميعا بعد مباراة الأهلي والمنامة في نهائي دوري كرة السلة، تلك المشاهد الفظيعة التي نشاهدها في الملاعب الأوروبية من ضرب ودماء، وربما لا ننسى كيف تزينت صور مباراة روما ومانشستر يونايتد في ذهاب دوري أبطال أوروبا بالدماء، نجد الآن ملاعبنا الصغيرة قد تلونت باللون نفسه، فهل هي مفارقة أم هي الحقيقة؟

هي الحقيقة التي لا يمكن السكوت عليها وهو ما حصل من جماهير فريق المنامة في اعتدائها على لاعبي نظيرهم الأهلي المحترفين بعد نهاية المباراة الأولى، وأدت إلى ما أدت إليه من دماء وإصابات في الجانبين، والأدهى من ذلك رسم صورة غير طيبة عن الرياضة البحرينية التي لا تتحمل في الأصل أمثلة من ذلك.

لقد أعجبني كلام رئيس جهاز كرة السلة بنادي المنامة الذي أوضح من خلاله أن جماهير الأهلي تستحق كل الثناء وهي الدافع الأول لفريقها نحو تحقيق البطولات والانتصارات ببقائها صامدة لا تدخل في شغب الجماهير، وهو يعني أنه غاضب جدا مما حدث من جماهير ناديه التي على ما يبدو لم تتحمل الخسارة الثانية في ظرف موسم واحد ومن فريق الأهلي ذاته، فقامت بفعلتها الشنيعة.

نحن هنا لا نبرئ اتحاد كرة السلة مما حدث، أو حتى نشيد بجمهور الأهلي الذي يحدث منه كذلك بعض حالات الشذوذ الجماهيري، ولكننا نؤكد أن اتحاد السلة كان المخطئ الوحيد في هذه العملية بالكامل، حينما أصر وبكل قوة على المضي قدما في لعب مباراته النهائية الأولى على رغم عدم وجود رجال الأمن وتوجيهات وزارة الداخلية بعدم قدرتها على استيفاء شروط إقامة مثل هذه المباريات الجماهيرية والنهائية، ولعل تصريح أحد أعضاء الاتحاد جعلنا نستغرب أكثر حين قال: «سيكون الشغب قائما في المباراة حتى ولو كان رجال الأمن موجودين في أرضية الملعب».

صحيح أننا لن نستطيع إيقاف الجماهير من رمي ما بيدها، ولكن رجال الأمن سيكونون الدرع الأكيد لسلامة اللاعبين التي تعرضت للخدش، والأدهى من ذلك أنها جاءت في اللاعب الأجنبي وإصابته والتهديدات التي تلاقها بالخوف، وجعلته يفكر مليا في مغادرة الدوري البحريني الذي أمسى غير آمن.

هل يعتقد هذا العضو أن الشغب الذي كان يتوقع حدوثه لن يتعدى رمي قارورات المياه والأوساخ وغيرها وهو ما اعتادت عليه ملاعبنا، بالتأكيد نعم، لكن صنفا جديدا وأسلوبا مختلفا بدأ يدخل في صلب عمليات الشغب التي تقوم بها الجماهير، وهو ما حدث بالضبط من جماهير المنامة، لذلك كان يتطلب من الاتحاد أن يضع كل الاحتمالات والتوقعات التي كانت ستقع، وخصوصا في ظل التشنجات التي يعيشها الجمهور البحريني، وهو أعرف من غيره بها، إذا ما عرفنا أن الفريقين اللذين سيلعبان هما أعمدة كرة السلة البحرينية وصاحبة قاعدة جماهيرية كبيرة.

ولعل ما حدث يعطي العذر لاتحاد كرة اليد عندما اعتذر عن إقامة مباريات قمة المرحلة قبل الأخيرة من دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي وتأجيل مباراتي القمة بين الأهلي وباربار بالذات، على رغم الأصوات التي كانت تنادي بعدم التأجيل.

في النهاية أمست رياضتنا وملاعبنا في خطر محدق مع التطورات الأخيرة التي تشهدها مسابقاتنا هذا الموسم من ارتفاع حالات الشغب، غير أن المشكلة الأكبر هي أن الأندية لا تملك العصا السحرية لإيقاف مثل هذه الأخطاء، ذلك لعدم قدرتها على السيطرة على جميع المشجعين الذين يتهافتون لتشجيعه، وبالتالي فإن الاتحادات والأندية الوطنية مطالبة بوضع خطة عمل للقضاء على هذه الآفة التي بدأت تستشري في رياضتنا، وغريب ذلك الغياب الكبير من قبل الأندية عن الاجتماع الذي دعا له النادي الأهلي وحضره مندوبو 4 أندية فقط، ما يعنى أن الأندية الباقية راضية تماما عما يحدث من جماهيرها.

نتمنى أن تتحمل كل الجهات خطأها في هذه القضية وأن يكون الرد على مثل هذه الحوادث صارما، لا كما أعلنه اتحاد السلة من غرامات بسيطة لا تردع، وحينها تكون هذه القرارات منطلقا لعودة الشغب.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1685 - الثلثاء 17 أبريل 2007م الموافق 29 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً