اتحاد السلة ارتكب خطأ فادحا بتسيير المباراة النهائية الأولى للبطولة من دون رجال أمن وذلك بعد أن أخذته الثقة الزائدة في إمكان إخراج المباراة إلى بر الأمان بالتعاون مع إدارتي الناديين وجمهور الفريقين، إلا أن ثقته لم تكن في محلها تماما.

اتحاد السلة بلا شك مسئول عما حدث في المباراة النهائية لأنه لم يقم بالإجراءات اللازم اتخاذها، كما أن التنظيم كان في غاية السوء قبل المباراة وأثنائها وليس بعدها فقط وذلك من خلال وجود الكثير من الأطفال في داخل أرضية الصالة بشكل أربك الجميع إلى جانب تدخل منظمي الجماهير في قرارات الحكام ومحاججتهم في تلك القرارات في صورة غريبة من نوعها.

ومع اعترافنا بأخطاء الاتحاد في تلك المباراة إلا ان ما حدث فيها من تصرفات جماهيرية هوجاء لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.

الاتحاد ربما اعتقد أن الجماهير البحرينية تمتلك الوعي الكافي وروح تحمل المسئولية بشكل يمكنها من السيطرة على انفعالاتها وردود أفعالها بحيث لا تخرج عن الإطار العام وخصوصا أن الشعب البحريني في غالبيته الأعم من الواعين والمدركين والمثقفين.

إلا أن ما حدث أثبت ألا مكان للثقة أو تحمل المسئولية إذ لا بد من عقلية القبضة الحديدية للسيطرة على الأوضاع، وهذا ما ظهر جليا بعد قدوم قوات مكافحة الشغب إلى داخل صالة مركز الشباب في الجفير.

إذ إن العقول التي اعتقدنا أنها طارت للحظات في ظل الهرج والمرج الذي عم الصالة رجعت إلى مواقعها في رؤوس أصحابها بمجرد وصول قوات الشغب وذهبت تلك الانفعالات وتلك الانفلاتات التي لم يستطع أحد السيطرة عليها.

قدوم قوات الشغب كان يعني العقاب للمخالفين والمنفعلين لذلك هدأ الجميع فور وصولهم بل إنهم غادروا الأماكن التي كانوا يرفضون مغادرتها بنداء واحد من قوات مكافحة الشغب.

أما عدم وجود قوات الأمن فيعني عدم وجود العقاب وبالتالي إعطاء الحرية لجميع التصرفات حتى لو أدت إلى إصابة أو إعاقة أو موت شخص لم يكن له ذنب فيما يحدث، فعلا من أمن العقوبة أساء الأدب.

يبدو أن الجماهير المشاغبة لا تنضبط إلا في حال وجود العقاب الرادع، أما تركها للمنظمين أو لروح المسئولية الاجتماعية فإن ذلك لا يقدم ولا يؤخر شيئا في أعرافهم.

لا أذكر ذلك تحاملا على أحد ولكنه وصف واقعي لما حدث في أمسية السبت السيئة الذكر التي كان من الممكن أن يحدث فيها ما لا يحمد عقباه.

كان بإمكان الجماهير والمنظمين أن يخرجوا مباراة تلك الليلة بصورة مميزة بعيدة عن أي تشنج يثبتون من خلالها قدرتهم على حفظ الأمن والنظام من دون الحاجة إلى قوات الأمن ولكنهم دللوا على عكس ذلك تماما!

المشكلة ان اتحاد السلة غير قادر على ضبط الأمور بعد تحميله المسئولية فهو كالغريق الذي يتمسك بقشة للنجاة، فجاءت قراراته ضعيفة وغير رادعة بشكل أثار استغراب الجميع. الاتحاد الحالي سيفقد السيطرة على الأمور في ظل حال التخبط التي يسير فيها فهو يريد مراضاة الجميع ولكنه في النهاية خسر ثقة الجميع!

نجاح مميز للفورمولا 1

نجحت حلبة البحرين الدولية مرة أخرى في استضافة سباق الفورمولا 1 بشكل مميز أثنى عليه الجميع وبعث السعادة في نفوس جميع متتبعي السباق وخصوصا في ظل الجماهير الكبيرة التي حضرت الحدث على مدار الأيام الثلاثة له.

الخدمات التي قدمت للفرق والاعلاميين والجماهير وحسن التنظيم وخصوصا في الدخول والانصراف أثار استحسان الجميع وأثبت من جديد أن حلبة البحرين الدولية هي من الأفضل على مستوى العالم.